مقالات الرأي

المحور الثاني: من الهوية العقائدية إلى المكانة الحضارية «القسم الخامس»

✍️ القسم السياسي:

 

رسالة تنبع من إيمانهم، فالأرض التي اعتنقت الإسلام أولاً بلا حرب وأرسل إليها النبي (ص) الإمام علي (ع)، لا يمكن أن تكون اليوم خارج معادلة المواجهة ولا في هامش مشروع الأمة.

رابعاً: المشروع التوحيدي في مواجهة المشروع الطائفي
بينما يغذّي النظام الخليجي تقسيم المنطقة إلى سني وشيعي، ويشيطن كل من يخالفه دينياً، فإن خطاب أنصار الله كسر هذا الانقسام جذرياً.

هم لا يهاجمون أحداً بسبب مذهبه، ولا يروّجون للظلم المذهبي، بل يتحدثون عن «ظلم الأمة» أمام الاستكبار العالمي، ويركزون على العداء لإسرائيل وأمريكا كمقياس للحق والباطل، لا على الانتماءات الطائفية.

بهذا، يقدمون نموذجاً فريداً لوحدة المسلمين من خلال عداء مشترك ضد العدو المشترك، ويرفعون شعار التوحيد في ساحة المعركة، وليس شعار المذهب.

خامساً: من الجماعة إلى الأمة
أنصار الله مشروع يمتد من صعدة إلى باب المندب، من البحر الأحمر إلى جبال عمران، وأثبت للعالم أن مشروعهم ليس مشروعاً شبه عسكري، بل مشروع لدولة ذات بعد أممي. دولة قائمة على الإيمان، لا على التقسيم، على العقيدة، لا على النفط، وعلى الولاء لفلسطين، لا للبيت الأبيض.

رؤيتهم لا تقتصر على تحرير اليمن فقط، بل تشمل تحرير الأمة من التبعية، والذل، والخوف، والجهل، والتطبيع، والتحالف مع من يقتلنا.

هم لا يقدمون أنفسهم كبديل لأحد، بل كأداة لنهضة الأمة، من اليمن… نحو القدس.

التوحيد الأممي الذي تقدمه أنصار الله يجعل من الطبيعي أن تكون إيران أقرب حليف لهم، ليس لولاء سياسي أو عقائدي، بل لأنها وجدت فيها دولة قرآنية تقف في مواجهة المستكبرين، تدعم فلسطين، تواجه الهيمنة، وتتحمل العقوبات والحصار من أجل مشروع الأمة.

لذلك، كان موقف أنصار الله إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال العدوان الصهيوني-الأمريكي الأخير على إيران موقفاً نابعاً من الانتماء لمشروع حضاري واحد، عنوانه: «نحن أمة واحدة، وعدونا واحد، والقدس قبلةنا».

وفيما يخص قضية فلسطين، لم يتخلَّ أنصار الله عنها لا قولاً ولا عملاً، بل اختاروا دفع الثمن الحقيقي لذلك، من حصار واستهداف عسكري وتصنيف كـ«جماعة إرهابية» من قبل الأنظمة المطبعة، لأنهم يؤمنون بأن فلسطين ليست جغرافياً فقط، بل محور لقياس صدق الانتماء للإسلام الحقيقي.

وبالتالي، يتضح أن أنصار الله ليسوا مجرد حركة يمنية أو جماعة سياسية في المعادلة الداخلية، بل هم لبنة في مشروع توحيدي ونهضة تتجاوز الحدود، تعيد تعريف العروبة من موقعها القرآني، وتعيد بناء الإسلام من موقع مقاومته.

هم جبهة للتوحيد، لا للفرقة، رسالة أمل في زمن التفرقة، وصوت مستقل يتحدث في زمن التبعية: «من اليمن… تبدأ الحرية، ومستقبل القدس يُرسم».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى