المحور الثالث: مواقف أنصار الله في معركة غزة: انعكاس المكانة العالمية لليمن «الجزء الثالث»

القسم السياسي:
في كل مرة تُقصف فيها غزة، يكون لليمن قولٌ وفعلاً، وفي كل خطاب يلقيه السيد عبد الملك الحوثي، تكون القدس أول جملة وفلسطين آخر كلمة.
السابع: التأثير العالمي لمواقف أنصار الله
مواقف أنصار الله في الدفاع عن فلسطين لم تقتصر على اليمن أو المنطقة فقط، بل انعكست أيضًا في المحافل العالمية. فحركات المقاومة في أفريقيا وآسيا وحتى المجتمعات المدنية في الغرب تنظر إلى مواقف اليمن كنموذج للشجاعة والاستقلال في مواجهة الهيمنة الصهيونية-الأمريكية.
كما تشهد الشبكات الاجتماعية انتشار رسائل أنصار الله، حيث تحولت فيديوهات خطب السيد عبد الملك وصور المسيرات في صنعاء إلى رموز للمقاومة العالمية. ويُظهر هذا قدرة أنصار الله على تحويل قضية فلسطين إلى قضية عالمية تتجاوز الحدود العربية والإسلامية.
الثامن: مستقبل فلسطين في رؤية أنصار الله
يرى أنصار الله فلسطين ليس فقط كقضية حالية، بل كمستقبل للأمة. ومن خلال تعزيز محور المقاومة ونشر الوعي بين الأجيال الجديدة، يسعون إلى اليوم الذي تتحرر فيه فلسطين وتعود القدس إلى مكانتها الأصلية كقلب للأمة الإسلامية.
تتجلى هذه الرؤية ليس فقط في ساحات المعارك، بل في إعادة بناء الثقافة والفكر الأممي عبر التعليم والإعلام، حيث تُقدَّم فلسطين كرمز للوحدة والمقاومة.
أنصار الله، صوت فلسطين في زمن الصمت
بمواقفهم السياسية والإعلامية، وضع أنصار الله فلسطين من الهامش إلى المركز. وقد أظهروا أنه حتى في ظل الحصار والحرب، يمكن أن يكون هناك صوت واضح للقدس وعمل حاسم لدعم غزة.
تقول صنعاء بقلبها النابض لفلسطين: «نحن معكم، بل نحن أنتم. من اليمن إلى القدس، الطريق واحد والانتصار واحد».
رسائل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وتنسيقها مع قادة المقاومة
خطاب موحد من صنعاء إلى طهران، من بيروت إلى غزة
في عالم السياسة، قد تحمل الكلمات طابع المجاملة أو تتأثر بالحسابات اللحظية. لكن عندما يتحدث السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تُؤخذ كلماته على محمل الجد، ليس فقط لأنه قائد محوري، بل لأنها دائمًا مصحوبة بالعمل الميداني والالتزام بالعقيدة، وتعكس رؤية شاملة تتجاوز جغرافيا اليمن لتستهدف قلب محور المقاومة.
أصبحت رسائل السيد الحوثي – سواء تلك الموجهة مباشرة للجماهير أو المضمنة في البيانات الرسمية للحركة – أحد أعمدة التنسيق السياسي والروحي بين أطراف محور المقاومة، وأداة للتوجيه الاستراتيجي المستند إلى الوعي القرآني والبصيرة الثورية العالية.
أولًا: فلسطين، أولوية وجودية وليست مؤقتة
لم تغب فلسطين يومًا عن خطب السيد الحوثي. بل غالبًا ما تبدأ خطاباته الكبيرة – خاصة في المناسبات الثورية أو أثناء الحروب الكبرى – بالتحية للمقاومة الفلسطينية، والتعبير عن الانتماء لقضيتها، وتجديد الالتزام بدعمها.
وفي هذه الخطابات، يرى فلسطين ليس فقط كـ«قضية عادلة»، بل كواجب ديني وأخلاقي وجهادي لا يسقط مع مرور الوقت ولا يخضع للتكتيكات المؤقتة.
في خطابه بعد معركة «سيف القدس» ثم في عملية «عاصفة الأقصى»، قال: «ما يحدث في فلسطين يتعلق بنا مباشرة، وكل اعتداء على غزة اعتداء علينا. سنكون هناك حيث يجب أن نكون، كلما اقتضت الواجب.» وهذا ليس وصفًا بلاغيًا فحسب، بل يعكس فهمًا لمكانة فلسطين في العقيدة السياسية لأنصار الله وفي صميم وحدة المواجهة مع المشروع الصهيوني-الأمريكي.
ثانيًا: رسائل الدعم المباشر لقادة المقاومة في غزة ولبنان
خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في مراحل المواجهات الكبرى، أرسل السيد الحوثي رسائل دعم واضحة ومباشرة لقيادة حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله، مؤكداً فيها على:
- استعداد اليمن للمشاركة الفاعلة في الرد عند الطلب،
- دعم كل خطوات الرد التي تحددها غرفة عمليات المقاومة المشتركة،
- التأكيد على أن النصر حتمي ما دام هناك صمود وبصيرة ووحدة موقف.
وقد شكلت هذه الرسائل دعمًا نفسيًا وروحيًا كبيرًا للمحاصرين في غزة، وقد أعرب العديد من المسؤولين الفلسطينيين عن تقديرهم العميق لمواقف صنعاء، خاصة في ظل صمت وخيانة معظم العواصم العربية.
في لبنان، يُنظر إلى السيد الحوثي كأحد القادة الثابتين في خط العقيدة، الذي لا يخشى قول ما لا يجرؤ الآخرون على قوله. وقد أعربت قيادة حزب الله مرارًا عن تقديرها لموقف اليمن، خاصة فيما يتعلق بوحدة الجبهة تجاه فلسطين وإيران.
ثالثًا: خطاب الحرب والدعم اللامحدود لإيران
أثناء العدوان الصهيوني-الأمريكي الأخير على إيران، لم يتردد السيد الحوثي في إعلان موقفه بصراحة، قائلاً: «إيران ليست وحدها، وما يمسها يمسنا. سيكون سلاحنا هناك حيث يجب أن يكون، إذا تجاوزت أمريكا أو حلفاؤها الحدود.»
هذا التصريح لم يكن دعاية إعلامية من قائد سياسي متحد، بل بيان صريح عن المشاركة في المعركة للدفاع عن إيران وإعلان موقف يُعد من أخطر أشكال التحدي وفق المعايير الدولية: حركة محاصرة وبموارد محدودة تعلن استعدادها للدخول في مواجهة مع أعظم قوى العالم دفاعًا عن حليف عقائدي.
وقد تزامن هذا الخطاب مع تفعيل الخيارات البحرية والعسكرية في باب المندب، ما يؤكد أن السيد الحوثي لا يقدم مواقفه شعارات فحسب، بل يقوم على استعداد فعلي، وقرار سيادي، وثقة بمحور المقاومة.