مقالات الرأي

المحور الرابع: التحليل الزمني لتأثير تحركات اليمنيين في مضيق باب المندب على مجريات الحرب «الجزء الأول»

✍️ القسم السياسي:

 

عندما دارت اليمن مفتاح البحر وعكست حسابات الهجوم

في معركة استمرت اثني عشر يومًا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لعبت اليمن بقيادة أنصار الله دورًا غير تقليدي، لم يكن ظاهرًا في العناوين العالمية، لكنه كان له تأثير عميق في تفاصيل المعركة. أصبح مضيق باب المندب – الشريان الجغرافي الحيوي على طول البحر الأحمر – أداة استراتيجية في يد صنعاء، تمكن من خلالها من تعطيل خطوط الإمداد اللوجستية الأمريكية، شل الدعم البحري للكيان الصهيوني، وعرقلة تحركات قوات العدو، مضيفًا بعدًا جديدًا لهذه المعركة.

كان هذا الدور نتيجة للتخطيط الاستراتيجي المسبق والاستعداد العسكري والإعلامي الدقيق، والذي عكس الالتزام العقائدي والسياسي لليمن بدعم إيران وحلفائها في محور المقاومة. فيما يلي تحليل زمني مفصل لإجراءات صنعاء مع التفاصيل الواقعية لتوضيح تأثيرها المباشر على مجريات الهجوم:

اليوم الأول: التحذير اليمني
الحدث: بدء الغارات الجوية الصهيونية-الأمريكية على المواقع العسكرية والبنى التحتية في طهران وأصفهان وشيراز، مع التركيز على المنشآت الدفاعية ومراكز القيادة.

رد اليمن:

  • صدور بيان عاجل عن المجلس السياسي الأعلى في صنعاء أكد فيه: «الجمهورية الإسلامية ليست وحدها، وأي عدوان عليها هو عدوان على محور المقاومة بأكمله».
  • إعلان حالة الاستعداد الكامل للقوات المسلحة اليمنية، مع نشر وحدات بحرية وصاروخية على طول سواحل الحديدة.
  • إصدار تحذير رسمي من وزارة النقل لمنع مرور السفن المرتبطة بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية عبر مضيق باب المندب، مع مهلة 24 ساعة لتغيير مساراتها.
  • بث تقارير مباشرة عبر قناة المسيرة تؤكد جاهزية اليمن للرد، مصحوبة بصور للصواريخ البحرية والطائرات المسيرة الجاهزة للإطلاق.

التأثير: أصبح مضيق باب المندب محور اهتمام استراتيجي فوري، ما دفع شركات الملاحة العالمية لإعادة النظر في مساراتها، وأثار القلق في الأسواق البحرية العالمية، مع ارتفاع أولي بنسبة 10٪ في أسعار التأمين البحري.

الأيام الثاني حتى الرابع: الاختناق البحري الأول
الحدث: تعزيز الوجود البحري الأمريكي والبريطاني على سواحل عمان والبحر الأحمر، مع إرسال مدمّرتين أمريكيتين إلى خليج عدن لدعم العمليات العسكرية.

رد اليمن:

  • نشر وحدات بحرية مزودة بصواريخ مضادة للسفن في نقاط استراتيجية عند مداخل مضيق باب المندب.
  • إرسال طائرات مسيرة للاستطلاع فوق السفن العابرة لتحديد هويتها، مع رصد 8 سفن تجارية مرتبطة بشركات داعمة للكيان الصهيوني.
  • إجبار 6 ناقلات نفط وسفن شحن على تغيير مسارها نحو رأس الرجاء الصالح، ما أضاف 10 أيام إلى مدة الرحلات.
  • إصدار بيان عسكري يعلن «إغلاق جزئي للمضيق لأسباب سيادية ودفاعية»، محذرًا من استهداف أي سفينة تتجاهل التعليمات.
  • بث تقارير إعلامية تظهر الاستعدادات العسكرية في موانئ الحديدة، مع تصريحات القادة العسكريين: «لن يكون البحر الأحمر آمنًا للعدو».

التأثير: تراجعت شركات التأمين العالمية عن تغطية الملاحة في البحر الأحمر، ما رفع تكاليف النقل بنسبة 18٪ وأدى إلى تأخير الشحنات الحيوية للقواعد الأمريكية في الخليج، وأجبر الأساطيل الغربية على إعادة النظر في خططها اللوجستية.

اليوم الخامس: استهداف مباشر للعدو
الحدث: استخدام القواعد الأمريكية في البحرين كمنصة لإطلاق صواريخ كروز نحو أهداف عسكرية في إيران، مع تكثيف الهجمات على المنشآت النووية المشبوهة.

رد اليمن:

  • استهداف حاملة الطائرات الأمريكية «USS San Antonio» قرب سواحل المخا بصاروخ باليستي مضاد للسفن، ما أدى إلى أضرار مادية وانسحابها إلى قاعدة جيبوتي.
  • هجوم صاروخي محدود باستخدام صاروخ «قدس-4» على سفينة تجارية لشركة إسرائيلية «ZIM»، تسبب في أضرار وتعطل عملها.
  • تصريح اللواء محمد القادري، قائد البحرية اليمنية: «من الآن فصاعدًا، لا يوجد ممر آمن للصهاينة أو حلفائهم في مياهنا الإقليمية».
  • نشر فيديوهات عبر قناة المسيرة تظهر لحظة إطلاق الصواريخ، مما عزز الروح المعنوية لداعمي المقاومة.

التأثير: تحول البحر الأحمر من «منطقة توتر محتملة» إلى «منطقة صراع حقيقية»، ما أجبر السوق البحري العالمي على تعليق العمليات في المنطقة، وأدى إلى تغييرات واسعة في المسارات، ورفع التكاليف اللوجستية للتحالف الغربي بنسبة 25٪.

الأيام السادس حتى الثامن: التصعيد المتبادل
الحدث: زيادة الغارات الجوية الأمريكية والصهيونية على المنشآت العسكرية الإيرانية، مع التركيز على قواعد الحرس الثوري في كرمانشاه وخوزستان.

رد اليمن:

  • إعلان رسمي من القوات المسلحة اليمنية: «باب المندب تحت السيطرة الدفاعية الكاملة لليمن، وسيغلق تمامًا عند الحاجة».
  • إطلاق دفعات من الطائرات المسيرة «صماد-3» لاعتراض السفن التجارية التابعة للشركات الصهيونية، وإجبار 4 سفن على تغيير مسارها.
  • تنسيق عملياتي مع حركات المقاومة في العراق وسوريا، مع تبادل معلومات استخباراتية حول تحركات السفن الغربية.
  • استهداف قاعدة عسكرية سعودية في جازان بصواريخ باليستية، كتدبير متزامن مع إيران وردًا على دعم الرياض للهجوم.

التأثير: شل حوالي 35٪ من حركة النقل البحري باتجاه قناة السويس، ما أدى إلى أزمة لوجستية لتأمين القواعد الأمريكية، وأحدث ارتباكًا في أوامر البنتاغون بشأن انتشار السفن البحرية وزاد الضغط على الأسطول الخامس الأمريكي في البحرين.

الأيام التاسع والعاشر: معادلة الرد المزدوج
الحدث: صدور تهديد أمريكي صريح لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وبوشهر، مع تحركات بحرية واسعة في الخليج الفارسي.

رد اليمن:

  • بيان لسيد عبد الملك الحوثي: «إذا استمر العدوان على إيران، سنحول باب المندب إلى جبهة قتالية كاملة».
  • إطلاق 3 صواريخ باليستية «بركان-3» نحو السفن التجارية المرتبطة بالشركات الإسرائيلية، ما أدى إلى أضرار مباشرة لسفينة حاويات.
  • إعلان «منطقة محظورة» بمساحة 50 ميلاً بحريًا من سواحل الحديدة، مع تحذير من استهداف أي سفينة تتجاهل التعليمات.
  • تنفيذ عمليات استطلاع جوي واسعة باستخدام الطائرات المسيرة لمراقبة تحركات الأساطيل الغربية.

التأثير: توقف شبه كامل للملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر، ما أجبر القوات البحرية للناتو على الانتقال نحو خليج عدن، وتسبب بخسائر اقتصادية يومية تقدر بـ 1.2 مليار دولار للشركات المتضررة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى