أخبار العالم

ظل الحرب الكردية-العربية في شمال سوريا بحضور تركيا وإسرائيل

تصاعدت الاشتباكات المتفرقة في شمال وشرق سوريا بين الميليشيات الكردية وعناصر حكومة جولاني بعد جمود المفاوضات السياسية خلال الأسبوعين الماضيين بشكل ملحوظ، وليس من المستبعد أن يتحول شرق الفرات بمشاركة الفاعلين الإقليميين إلى ساحة جديدة لحرب واسعة النطاق.

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»؛ شهدت مناطق شمال سوريا، وخصوصاً شرق حلب، خلال الأيام الأخيرة تصعيداً ملحوظاً في الاشتباكات بين قوات تابعة لوزارة دفاع حكومة جولاني والأكراد الانفصاليين السوريين المعروفين بقسد (القوات الديمقراطية السورية). ووقعت هذه التطورات بعد توقف المفاوضات السياسية بين الطرفين خلال الأسبوعين الماضيين، ومن المتوقع أن تتحول مناطق شرق الفرات إلى ساحة جديدة للحرب الشاملة.

وأفادت وزارة دفاع الحكومة السورية المؤقتة بأن قسد شنت هجمات صاروخية عنيفة على ثلاث قرى في ريف شرق حلب ما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة ثلاثة آخرين. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن قسد أنها شنت هجمات صاروخية فجائية وغير مسؤولة من مواقعها في مطار الجراح العسكري ومحيط مدينة مسكنة على قرى الكياريه، رسم الأحمر، وحبوبة كبير.

وفي الوقت نفسه، أكدت وسائل الإعلام الموالية لقسد أن هذه الهجمات جاءت رداً على تقدم قوات وزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية السورية في منطقة دير حافر، وتمكنت من صد الهجوم. وشددت قسد في بيان لها على أن أي محاولة جديدة للتجاوز ستقابل برد حازم، وأن الطرف الذي بدأ التصعيد هو المسؤول عن تبعاته.

وقبل عدة أيام، كانت هناك اشتباكات في ريف دير الزور ومحيط سد تشرين، وهي اشتباكات غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة، وشملت هجمات بطائرات مسيرة وقصف مواقع العدو، نظراً للأهمية الاستراتيجية لسد تشرين في التحكم بمصادر المياه والكهرباء في حلب.

ومن الجدير بالذكر أن الاشتباكات الأخيرة جاءت بعد توقف المفاوضات بين قسد وحكومة جولاني في دمشق وباريس. وقد حذر الخبراء سابقاً من أن توقف المفاوضات حول الدولة الفيدرالية، الحكم الذاتي، دمج الجيش، وموارد النفط والغاز في شرق الفرات قد يمتد سريعاً إلى الساحة الميدانية. ورغم أن بعض الآراء ترى أن استخدام الطرفين المتزايد للأدوات العسكرية والأمنية هو مجرد تكتيك للضغط في المفاوضات، فإن العملية السياسية برمتها تواجه حالياً خطر الانهيار.

كما وردت تقارير تفيد بأن الكيان الصهيوني يحرض قسد لمنعها من التوصل إلى اتفاق مع دمشق، ويوصي بعدم قبول أي تنازل أقل من الحكم الذاتي الكامل، ووعدها بالحماية المشابهة التي حصل عليها الدروز في السويداء.

ومن جهة أخرى، أنشأت تركيا، بدور «أبوحاتم شقراء»، قوات شبه عسكرية تحت اسم «قوات العشائر» تعمل كقوة نيابية للحرب الاستنزافية في شمال سوريا. وهذه هي ثاني جيش تابع لتركيا بعد «قوات وطنية»، وكانت تتمركز سابقاً في أعزاز والمناطق الحدودية، والآن تحت قيادة قوات وزارة الدفاع بدمشق.

وتشير المعطيات السياسية والميدانية إلى أن الأكراد وحكومة دمشق يتحركون بسرعة نحو حرب واسعة في شمال سوريا، والتي من المرجح أن تكون دموية ومكلفة، كما حدث في معركة السويداء. ومن المتوقع أن يلعب الكيان الصهيوني وتركيا دوراً بارزاً في هذه المعركة، ما لم تتمكن الولايات المتحدة من إقناع الطرفين بالتوصل إلى اتفاق لتقسيم المصالح في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى