المحور السادس: اليمن، قلب جنوب غرب آسيا: القدرات الاستراتيجية للمعارك القادمة «الجزء الرابع»

القسم السياسي:
أما إذا ما تصاعد العدوان على إيران، أو اشتعلت الحرب في فلسطين أو لبنان، فستنتقل اليمن من دور «الراعي» إلى «الفاعل الرئيسي» وفق السيناريوهات التالية:
التأثير — السيناريو المحتمل — المجال
إخماد الملاحة الإسرائيلية والأمريكية — إغلاق كامل لباب المندب عبر عمليات دقيقة أو زرع ألغام — البحر الأحمر
التشويش على الرادارات الموجهة نحو إيران — هجوم على منصات تجسُّس في القرن الأفريقي — خليج عدن
إرباك القوات الأمريكية دون تدخلٍ مباشر من إيران — ضرب أهداف أمريكية قرب سلطنة عُمان — دفاع عن إيران
فتح جبهة بحرية تهز تل أبيب — تنفيذ ضربات صاروخية على موانئ المحتلّ — جبهة غزة
تعزيز معنويات الشعب داخل فلسطين — إطلاق موجات دعم إعلامي ومالي وميداني — فلسطين المحتلة
✦ خاتمة تحليلية: اليمن ليست بطاقة احتياطية في يد المحور، بل أحد أعمدته
من خلال تحليل هذه المعطيات، نخلص إلى أن اليمن ليست ذخيرة طارئة للمحور فحسب، بل جناح متقدّم من أجنحة الردع. صنعاء لا تنتظر الأوامر ولا تتحرّك وفقَ تقويم الآخرين، بل لها قرارها وإيقاعها الخاصان، وهذا ما يجعلها قوة محورية في رسم خارطة الردّ الإقليمية القادمة.
🛰️ ثلاثة عناصر تحوِّل اليمن إلى مفاجأة الحرب المقبلة
العنوان الفرعي: «حين يتحول الجنوب إلى مسرح للاشتعال، ليس مجرد ممرّ عبور»
۱. القدرات العسكرية الصامتة
🔹 منظومات صواريخ كروز بعيدة المدى
🔹 زوارق بحرية بلا طاقم ذات دقة عالية
🔹 ألغام بحرية ذكية لا تُكتشف بسهولة
🔹 وحدات هجومية مدرّبة على حرب الموانئ
🛠️ جميعها إنتاج محلي… ولم تُستخدم بعد
۲. الجغرافيا الاستراتيجية متعددة الجبهات
🔹 السيطرة على باب المندب وخليج عدن
🔹 ممرات بحرية يمكن إغلاقها بقرار سيادي
🔹 جزر قابلة للتحصين والتحويل إلى قواعد هجومية
🌍 اليمن ليست نقطة على الخريطة… بل خنجر في جنب العدو
۳. العنصر البشري العقائدي الذي لا ينضب
🔹 مئات الآلاف من المقاتلين المؤمنين
🔹 تعبئة شعبية ثابتة رغم الحصار
🔹 قدرة على خلق جبهات جديدة خارج الحدود
🔥 الإنسان اليمني سلاح لا يُهزم
📌 الرسالة الختامية:
اليمن لا تحتاج إذناً… بل قراراً. وعندما تتحرّك بكامل طاقتها، تتغيّر معادلات البحر والبر… وتُرسم خرائط جديدة للمقاومة.
سبل تفعيل هذه الإمكانات في دعم إيران ومحور المقاومة
✦ من الإمكان إلى الفعل: طرق تفعيل قدرات اليمن لدعم إيران ومحور المقاومة
على مدى أكثر من عقد، بنَت اليمن المقاومة تحت راية أنصار الله ثلاثية قوة فريدة: تسليح متقدّم، عنصر بشري عقائدي، وقرار سيادي مستقل. مع تصاعد التهديدات الأمريكية وحلفائها ضد إيران واندلاع العدوان الإسرائيلي–الأمريكي الأخير الذي دام اثني عشر يوماً، تبيّن أن تفعيل قدرات اليمن لا يجوز تأخيره أو تقييده، بل يجب إدماجه في معادلة الردع الشاملة لمحور المقاومة.
فكيف؟ أين؟ وبأية أدوات؟ فيما يلي خريطة مقترحة لتفعيل إمكانات اليمن على المستويات السياسية، العسكرية، الإعلامية والأمنية:
- ربط عمليات اليمن بغرفة عمليات إقليمية مشتركة
حالياً تُنفّذ عمليات اليمن (صاروخية أو بحرية) بقرارات وطنية محضة، لكن في مرحلة المواجهة المفتوحة من الأفضل إدماج هذه العمليات في قيادة مشتركة تضم أطراف المحور:
– إيران (كمركز استراتيجي ومحور المواجهة)
– العراق (كممر بري واحتياطي تشغيلي)
– حزب الله (كقوة صاروخية شمالية)
– اليمن (كجبهة بحرية جنوبية)
🔸 الفائدة: توزيع الجبهات، تشتيت العدو، وتفادي العزلة العملياتية - تحويل باب المندب إلى ورقة تفاوض وردع حقيقية
لليمن وحدها سلطة السيطرة على مضيق باب المندب الذي يمرّ منه يومياً أكثر من خمسة ملايين برميل نفط. تفعيل هذه الورقة ليس بالضرورة إغلاقاً تاماً، بل يمكن أن يشمل:
– إصدار تحذيرات دورية عبر الوسائط والبيانات الرسمية
– تنفيذ عمليات تكتيكية ضد سفن أمريكية أو تابعة للعدو
– ونشر ألغام ذكية في المسارات البديلة
🔸 الفائدة: رفع كلفة أي عدوان على إيران وإجبار الغرب على إعادة حساباته - تفعيل الجبهة السيبرانية لليمن ضدّ الكيان الصهيوني
رغم ضعف البنية التحتية، أظهر اليمن قدرة معتبرة في الحرب السيبرانية. يمكن تفعيل:
– حملات اختراق لبيانات العدو
– تعطيل أنظمة الملاحة البحرية للعدو
– نشر معلومات مضلّلة محسوبة لإرباك قيادة الخصم
– تأمين دفاع رقمي للمواقع الإيرانية الحسّاسة
🔸 الفائدة: فتح جبهة جديدة بتكلفة منخفضة وتأثير عالٍ