مقالات الرأي

المحور السادس: اليمن، قلب جنوب غرب آسيا: القدرات الاستراتيجية للمعارك القادمة «الجزء الخامس»

✍️ القسم السياسي:

 

٤. توسيع نطاق الرسائل الإعلامية والدعائية دعماً لإيران

لقد كانت خطب السيد عبد الملك الحوثي ذات أثر واسع، لكن يمكن مضاعفة تأثيرها عبر ما يلي: إرسال وفود إعلامية يمنية إلى طهران وبيروت لتنسيق الرسائل؛ توحيد الشعارات والوسوم (مثل: #انصارالله_با_ایران)؛ إطلاق قناة يوتيوب/تيليغرام مخصّصة لدعم محور المقاومة؛ وإنتاج أفلام وثائقية بصرية عن الدعم الشعبي اليمني لإيران.
🔸 الفائدة: تعزيز التعبئة المعنوية وتعميق الوحدة الرمزية للمحور.

٥. دعم المقاومة البحرية غير النظامية

لليمن تجربة فريدة في تشكيل وحدات بحرية مرنة (زوراق، غواصون، قوارب بدون طاقم). يمكن تنفيذ ما يلي: تدريب مجموعات من دول المنطقة أو من العراق وقطاع غزة على السواحل اليمنية؛ تخزين معدات تكتيكية في الجزر الخاضعة لسيطرة أنصار الله؛ خلق مسارات بحرية بديلة للتحايل على الرقابة الأمريكية.
🔸 الفائدة: تمكين الجبهات المحاصرة وتعزيز القوة الهجومية في الجنوب.

٦. دعم لوجستي غير تقليدي إيراني–يمني

رغم تشديد أنصار الله على الاستقلال والاكتفاء الذاتي التسليحي، يمكن لإيران عبر أدوات ذكية تقديم دعم: تبادل المعلومات البحرية الاستخباراتية؛ المساعدة في تطوير نظم توجيه جديدة؛ إرسال طواقم فنية للتدريب بصورة غير معلنة؛ وتسهيل الاتصال التكتيكي مع الفصائل العراقية والفلسطينية.
🔸 الفائدة: تعزيز محور المقاومة من دون خلق تبعية.

٧. تشديد الخطاب الشرعي المشترك بين اليمن وطهران

يمتلك السيد عبد الملك الحوثي قدرة خطابية عقائدية قوية. بتوحيد الأسس الشرعية مع الإمام الخامنئي يمكن: إصدار فتاوى أو مواقف شرعية مشتركة؛ عقد مؤتمرات فكرية–عقائدية إلكترونية بين الحلقات العلمية في اليمن وإيران؛ إنتاج كتب ونشرات وبيانات تربط الفكر الزيدي بالشيعة الاثني عشرية في ميدان المقاومة.
🔸 الفائدة: تقليل الشقوق المذهبية وتعزيز وحدة السلاح والنوايا.

✦ الخلاصة التحليلية:
اليمن اليوم ليست ساحة بحاجة إلى تفعيل من الخارج فحسب، بل كيان فاعل قادر على تفعيل الآخرين. ومع ذلك، يستلزم استغلال هذا الكيان خريطة عملية شاملة تراعي الاستقلال والعقيدة والجغرافيا والسياق الإقليمي. كل خطوة تُفعّل من هذه الخريطة تقرّب محور المقاومة من اللحظة الحاسمة البحرية والجيوسياسية المنتظَرة منذ زمن.

✦ مسارات عمل لتحويل اليمن إلى محور ردع إقليمي

اليمن، رغم الضغوط المستمرة من حصار اقتصادي وهجمات عسكرية، لم يحسم دوره بل برز كلاعب محوري في محور المقاومة. تفعيل إمكاناته يتطلب مقاربة متعددة الوجوه تدمج السياسة، والعسكرة، والإعلام، والعمليات غير التقليدية. فيما يلي تفصيل لهذه المسارات:

١. التنسيق الاستراتيجي مع محور المقاومة لتحويل اليمن إلى قوة محورية، عبر تنسيق مع الجبهات الأخرى للمقاومة. هذا التنسيق لا يعني التبعية بل شراكة متساوية: – غرفة عمليات مشتركة: إنشاء غرفة عمليات إقليمية تضم ممثلين عن إيران، حزب الله، الفصائل العراقية واليمن؛ ما يتيح تحسين توقيت وتأثير العمليات—مثلاً تنسيق ضربات صاروخية يمنية مع عمليات لحزب الله شمالاً أو تحرك فصائل عراقية لشتّت العدو على عدة جبهات. – تبادل المعلومات: يمكن لليمن الاستفادة من خبرة إيران في جمع المعلومات الفضائية والبحرية لاستهداف أكثر دقة في البحر الأحمر أو خليج عدن.
🔸 التأثير المتوقع: خلق جبهة موحّدة تضع العدو في موقف دفاعي وتمنع تركيزه على جبهة واحدة.

٢. تعزيز الردع البحري في باب المندب تضيء سيطرة باب المندب ليس بوصفها ميزة جغرافية فحسب، بل كورقة ضغط سياسي واقتصادي. يمكن لليمن أن يباشر: – عمليات استعراضية: إجراء مناورات بحرية باستعمال قوارب مسيرة وصواريخ ساحلية لعرض قدرة ردع دون اشتباك مباشر؛ – زرع ألغام ذكية: نشر ألغام بحرية قابلة للتحكم عن بعد في مسارات تجارية حسّاسة لتشكّل تهديدًا دائمًا لأساطيل العدو؛ – دبلوماسية فاعلة: إصدار بيانات رسمية تحذّر الغرب من أن أي تصعيد ضد إيران سيعطّل التجارة العالمية.
🔸 التأثير المتوقع: رفع كلفة العدوان اقتصادياً وعسكرياً وإجبار الخصم على إعادة حساباته والجلوس إلى طاولة التفاوض من موقع ضعف.

٣. توسيع الحرب السيبرانية كجبهة جديدة على الرغم من محدودية البنية التحتية، أظهر اليمن قدرة على إحداث تأثير في المجال السيبراني. هذه الجبهة يمكن أن تشمل: (المقطع مطروح للترجمة—إذا رغبت، أكمل ترجمة الفقرات المتبقية المتعلقة بالحرب السيبرانية وما يطبعها من إجراءات تكتيكية واستراتيجية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى