الجزء الرابع: سليماني والمرجعية – رابط خاص مع النجف وقم وطهران (الجزء الثانی)

القسم السياسي:
تحليل الوثائق المتعلقة بعلاقة الشهيد قاسم سليماني بالمراجع العظام في إيران والعراق
يتطلب تحليل علاقة الشهيد قاسم سليماني بالمراجع الدينية العظام في إيران والعراق دراسة دقيقة للمصادر التاريخية والتصريحات الرسمية والوثائق الموثوقة. وبناءً على المعلومات المتوفرة يمكن عرض ما يلي:
علاقته بالمراجع العظام في إيران
بصفته قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإسلامي، كانت للشهيد قاسم سليماني علاقات عميقة ومحترمة مع كبار العلماء والمراجع الدينية في إيران. وقد تجلت هذه العلاقة في التوجيهات الروحية والدعم للثورة الإسلامية ومحور المقاومة.
علاقته بالقيادة العليا (آية الله العظمى السيد علي الخامنئي):
عُيِّن سليماني قائداً لقوة القدس عام 1997 من قبل الإمام الخامنئي، وكانت بينهما علاقة روحية وثيقة. وفي وصيته دعا العلماء والمراجع إلى دعم الثورة الإسلامية وولاية الفقيه دون تردد سياسي.
توصياته للعلماء:
كان يخاطب العلماء بوصفهم “أمل الإسلام”، داعياً إياهم إلى الثبات في الدفاع عن نظام الجمهورية الإسلامية.
تفاعله مع بقية المراجع:
بعد استشهاده في يناير 2020، أصدر كبار المراجع الإيرانيين، مثل آية الله العظمى صافي الكلبايكاني، مكارم الشيرازي، نوري الهمداني، ووحيد الخراساني، بيانات تعزية أشادت بدوره في حماية العتبات المقدسة ومحاربة داعش.
لقاءاته مع آية الله العظمى جوادي آملي:
تُظهر الوثائق والصور لقاءاته المتكررة مع آية الله جوادي آملي في قم، بهدف التنسيق في القضايا المرتبطة بالثورة والمقاومة.
علاقته بالمراجع العظام في العراق
ارتبط سليماني بعلاقات وثيقة مع مراجع النجف الأشرف، وخصوصاً آية الله العظمى السيد علي السيستاني، خلال معركة العراق ضد تنظيم داعش، من خلال التنسيق الميداني والاستشارات الاستراتيجية لحماية العتبات المقدسة.
دوره في فتوى الجهاد الكفائي:
تشير بعض المصادر إلى أن سليماني كان من بين المستشارين المقربين أثناء صدور فتوى الجهاد الكفائي عام 2014 التي أطلقها السيد السيستاني، والتي أسهمت في تشكيل قوات الحشد الشعبي.
حماية العتبات المقدسة:
لم يكن سليماني مجرد قائد عسكري، بل كان خادماً للعتبات المقدسة، كرّس حياته لحمايتها والدفاع عن الزائرين.
مراسم تشييعه في العراق:
بعد استشهاده، أقيمت مراسم مهيبة في النجف الأشرف بإمامة آية الله العظمى بشير النجفي، وبحضور السيد محمد رضا السيستاني، نجل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني. كما أقيمت مراسيم تشييع في كربلاء والكاظمية بمشاركة ملايين المشيعين، مما جسّد الارتباط العميق بين دماء الشهداء والمرجعية الدينية.
تأكيد المرجعية على شرعية طريقه:
أثبتت الحوزة العلمية في النجف بصمتها الواعي وإشاراتها الرمزية، مشروعية نهج سليماني ومن سار على دربه.
تعاونه مع الحشد الشعبي:
لعب سليماني دوراً أساسياً في تنظيم وتوجيه قوات الحشد الشعبي، التي تأسست تحت رعاية المرجعية الدينية ودعمها المعنوي، خصوصاً من قبل السيد السيستاني.