الهيكل الشبكي الأساسي

الدكتور سيد مهدي حسيني، الحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية،
هو مترجم بارع وذو ذوق رفيع لكتاب “عصر الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنسان”،
وقد ترجم مصطلح network platform إلى “البُنى التحتية الشبكية” ترجمة جميلة وذكية للغاية:
«إننا، بعيداً عن الضجيج، بل خفيةً عن الأنظار،
ندمج الذكاء الاصطناعي اللاإنساني في نسيج حياتنا اليومية.
هذا التحول يجري بسرعة مذهلة،
بفضل عنصر جديد نطلق عليه اسم “البُنى التحتية الشبكية”.»
الدكتور سيد مهدي حسيني، الحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية،
هو مترجم بارع وذو ذوق رفيع لكتاب “عصر الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنسان”،
وقد ترجم مصطلح network platform إلى “البُنى التحتية الشبكية” ترجمة جميلة وذكية للغاية:
«إننا، بعيداً عن الضجيج، بل خفيةً عن الأنظار،
ندمج الذكاء الاصطناعي اللاإنساني في نسيج حياتنا اليومية.
هذا التحول يجري بسرعة مذهلة،
بفضل عنصر جديد نطلق عليه اسم “البُنى التحتية الشبكية”.»
من خلال هذا المفهوم يمكننا أن نتناول مصطلحات مثل المنصة، الساحة، البنية التحتية —
وبصورة أوسع، التقنية – الرقمية — باعتبارها البنية الأساسية للفكر والدافع والرؤية الجمالية
لجيل جديد من البشر، بعمق فلسفي وتحليلي أوسع.
حقاً، كما قال الشاعر:
“لا يصير الحريرُ يريشماً،
ولو سميته ديباجاً أو سندساً أو حريراً.”
وانطلاقاً من هذه الفرضية،
نسعى إلى إلقاء الضوء على التأثير الخفي والعميق لمفاهيم مثل:
السيبرنيطيقا، والوعي، والمرجعية، والذكاء الاصطناعي، والجامعة، والعلوم السياسية،
في تشكيل السلوك والذهنية لدى الجيل الجديد.
من خلال هذا المفهوم يمكننا أن نتناول مصطلحات مثل المنصة، الساحة، البنية التحتية —
وبصورة أوسع، التقنية – الرقمية — باعتبارها البنية الأساسية للفكر والدافع والرؤية الجمالية
لجيل جديد من البشر، بعمق فلسفي وتحليلي أوسع.
حقاً، كما قال الشاعر:
“لا يصير الحريرُ يريشماً،
ولو سميته ديباجاً أو سندساً أو حريراً.”
وانطلاقاً من هذه الفرضية،
نسعى إلى إلقاء الضوء على التأثير الخفي والعميق لمفاهيم مثل:
السيبرنيطيقا، والوعي، والمرجعية، والذكاء الاصطناعي، والجامعة، والعلوم السياسية،
في تشكيل السلوك والذهنية لدى الجيل الجديد.
تستند فتوى علم نفس البُنى الشخصية بقراءة جورج كيلي إلى الأساس القائل:
«إن الإنسان الذي يتجلّى تقدّمه في السيطرة على الأحداث وتوقّع وقائع العالم من حوله، عبر التاريخ، بعظمةٍ وفرادةٍ لافتة، هو ذاته ذلك الإنسان الذي نراه من حولنا في حياتنا اليومية. فالإنسان بطبيعته يفرّ من الجهل والظلام، ويُعلي من شأن العلم والمعرفة، اللذين يُعدّان أحد أبعاد الروحانية.»
ومن الواضح أن الجامعة هي، في جميع أنحاء العالم، المركز الأهم للعلم والمعرفة.
ومع إبداء أقصى درجات الاحترام للمجتمع الجامعي العزيز والموقّر، وتقدير الجهود الدؤوبة التي يبذلها الإداريون الحكماء والأساتذة الكرام والطلاب المجتهدون والعاملون الشرفاء وسائر أفراد المنظومة؛
إلا أنه — كما هو معروف —
«لا يمتلك النظام الجامعي في إيران ارتباطاً أصيلاً بالعالم، كما أن كلية العلوم السياسية من جهة، وجهاز الدولة والتنفيذ من جهة أخرى، تجمع بينهما علاقة محدودة للغاية.»
هذه العزلة كانت أحد الأسباب التي جعلت كنيسة غوغل ومعرفة الفضاء السيبراني تشنّان هجوماً على البُنى التحتية لـ “الإسلام السياسي الفقهي”، أي على القدرة على التفكير في أهم بُعد من أبعاد الروحانية.
هذا الهجوم يُظهر بوضوحٍ متزايد نقص التأمل الكافي في قضايا مثل “الهيكل والفاعل”، ولماذا وكيف يتم المزج بينهما.”
وكما هو جليّ،
فإن صراع الجيل الجديد مع التكنولوجيا الرقمية، جعل من ذلك الدير الحديث مرجعاً يقدّم أجوبة انتقائية لكل سؤال ممكن، إلى درجة أنه يتفاخر اليوم بأنه يمنح هذا الجيل الخلاص!
لكن قلّة من الناس تقول:
على الرغم من أن البُنى الشبكية الرقمية قد تركت أثراً ملموساً في تجربة الحياة اليومية للجيل الجديد،
إلا أن جزءاً مهماً من العناصر الحديثة التي يستخدمها هذا “البُنَى الشبكي” في تشكيل تلك التجربة يفتقر إلى المصداقية والتوثيق.
إن خطر غياب هذا السند، في ظل انفجار المعلومات ووقوف العالم على أعتاب الحضارة السيبرانية،
يخلق مجالاً تصبح فيه الحاجة إلى مهارات متخصصة لإدارة فكر ودوافع الجيل الجديد أشدّ إلحاحاً من الخبز نفسه.
وعلى هذا الأساس،
تمتلك السيبرنطيقا لغتها الخاصة.
ففي سلّة أدواتها لتبادل الأفكار، نجد مكاناً لكل الأذواق — من النكتة الساخرة والطرفة إلى الاقتصاد السياسي، واللاهوت، وعلم الأحياء، وعلم النفس الاجتماعي، وحتى أدقّ تفاصيل الحياة اليومية.
ومن بين المفردات والتراكيب الجديدة التي ظهرت في هذا السياق نذكر:
«الشرفة الإلكترونية، الكوخ الإلكتروني، السايبر بانك، السايبورغ – أي الكائن السيبري» وغيرها.
فعلى سبيل المثال:
السايبورغ يدرس تأثير التكنولوجيا المرتبطة بالفضاء الافتراضي على جسد الإنسان.
أما السيبرنطيقا نفسها، فهي مأخوذة من الكلمة اليونانية Steersman أي «قائد السفينة»،
وتشير إلى علم التواصل والتحكم بين البشر، وتشكل الأساس للمعرفة البينية أو دراسة الأنظمة المنظمة.
تقوم تعاليم السيبرنطيقا على المبدأ القائل إن التحكم ممكن من خلال الاتصال والمعلومات.
المقر الرئيسي لهذا التحكم يقع في وادي السيليكون بأمريكا.
على الرغم من أن المصداقية تُعد رفيقاً دائماً للكفاءة والمهارة،
إلا أن نتائج التعاليم غير الموثقة تكون خطيرة للغاية.
من الناحية النظرية والتاريخية، تُعتبر المصداقية قوة دائمة.
قوة لا تنهار حتى في حالة الهزيمة — طالما أن الهزيمة لم تكن نتيجة خطأ أو خيانة — وتظل باقية في التاريخ.
واحدة من الوثائق التي خصص لها “البُنى الشبكية” اهتماماً خاصاً هي السؤال المهم للغاية لعباس ميرزا، ولي عهد القاجار، إلى ميسيو جوبر، المبعوث عن نابليون.
قبل أكثر من مئتي عام، في وقت:
«الهزائم المتتالية لإيران أمام روسيا، والتي جلبت الإيرانيين لأول مرة إلى هذا الواقع».
وفي أحد الأيام، خلال الحرب في قَرَهچمن، قال عباس ميرزا لجوبر في لقاء تاريخي:
«تحدث أيها الأجنبي! قل لي ماذا علي أن أفعل لأيقظ الإيرانيين؟ لا أعلم ما هي القوة التي جعلتكم مسيطرين علينا وما الذي سبب ضعفنا وتقدمكم؟ أليس الله الذي رحمته تشمل جميع ذرّات العالم واحدة، منحكم الأفضلية علينا؟ لا أظن ذلك».
اليوم، لا يزال هذا السؤال بلا إجابة على أساس علم الاجتماع، وهو سؤال يعكس عبقرية وفهم عباس ميرزا ويجب أن تقدمه جامعة العلوم السياسية.
هذا التوقع محق تماماً من جامعة يجب أن تكون:
«مركز أبحاث علمية وأدبية وتقنية حيّة وبارزة».
ويجب أن تُرشد الطلاب، على الأقل طلاب العلوم السياسية، إلى الاتجاه الصحيح للتاريخ.
لكن يبدو حقاً أن:
واحدة من أكبر مشاكل المجتمع الإيراني خلال القرنين الماضيين هي مشكلة التمييز بين الحق والباطل.
هذه المشكلة، بالإضافة إلى تشويه مصداقية الوثائق، تجعل أي منصب أو مسؤولية — أو كما قال عبد الحميد أبو الحمد في كتبه عن مبادئ السياسة — عند سوء استخدام الثقة أو الحيلة،
مثل يوسف «الذي جاء للحكم بالصدفة وكان من المفترض أن يحكم لفترة قصيرة جداً»،
لا يمكن أن يتمتع بشرعية دائمة.
وفي هذا السياق، ذكر مجتبی مینوی في كتابه “القصص والحكايات”:
«الإنسان الذكي لدرجة أن بإمكانه ربط القدر بسلسلة تدبيره، وإبطال دوران السماء وتأثير الكواكب السعيدة والشؤم».
الخاتمة:
يشير المختصون في علم الحقوق عند مناقشة القواعد، الحقوق الأساسية، المدنية والأسس النظرية والعملية، إلى وثيقة تُعرف باسم:
“القانون النابليوني Napoleonic Code”
أو القانون المدني الفرنسي، أو:
«مجموعة القوانين التي تم وضعها وتنفيذها عام 1804 خلال حكم نابليون الأول».
وتتميز هذه الوثيقة بـ «إرساء الامتيازات الموروثة، حرية الأديان، وتعيين الأفراد في المناصب الحكومية على أساس الكفاءة والجدارة».
يمكن أن يكون الدور الفعّال للبنية الشبكية في الأحداث الأخيرة في المجتمع والثقافة (العالم الاجتماعي) تذكير هذه المجموعة من القوانين على الأقل.
ومن الواضح أن:
تألق جامعة طهران العالمية، كمركز لأكثر البحوث العلمية حيوية وتميزًا وتخريج أساتذة مؤثرين في التطورات السياسية والاجتماعية خلال القرن الماضي، ليس خافياً على أحد.
ونظرًا لأن:
«في عالم دائم التهديد والفوضى، لحظة الانتقال من الأزمة والفوضى إلى النظام هي اللحظة التي يكتسب فيها الحياة العمق والغنى»،
فإن الريادة في التفسير العلمي لدور الفقيه الرفيع الشيعي في لحظة عبور البلاد من الأزمة خلال الحرب العدوانية لنظام كيان صهيوني ضد الشعب الإيراني العظيم، وربط ذلك بالكود النظري والعملي، تمهد الطريق للبحوث القانونية الحديثة.
العلم والمعرفة من هذا البعد الروحي سيكونان ترياقًا ضد الكلمات السامة لكنيسة غوغل.
اليوم، يشهد العالم الإسلامي تحولًا تاريخيًا عظيمًا نحو عصر جديد.
وكما في السؤال الصادم لجوبر، يجب القول:
«عندما قصفت مدفعية جيش نابليون تمثال أبو الهول في مصر، لم تتمكن سوى من تقصير أنفه، لكن هدير مدافعها أيقظ العالم الإسلامي من سباته التاريخي».
ومن الملفت أن:
«تغيير العالم ممكن فقط بفضل الكلام وبواسطة اللغة»، والذكاء الاصطناعي يسعى لإقامة نوع من الحياة الذكية الجديدة الاصطناعية على الأرض.
لذلك، يجب فهم لغته، لأن:
«الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر، وتقليل هذه المخاطر يتطلب جهودًا دولية».
الشرط الأول للنجاح هو الفهم الصحيح لهذه اللغة.
لأن، كما يوضح سيدمن في كتابه كشاكش الآراء في علم الاجتماع:
«النتيجة، عند امتداد العداء العميق تجاه التغيير الاجتماعي وروح الحرية إلى مركز الحياة، ستكون تبخر كل الآمال الأخلاقية وذهابها في الهواء».
تصبح المواجهات الثقافية أكثر خطورة عندما تصبح قناعة رقمية محورية «حكمًا سائدًا على جزء كبير من المجتمع، متصلبة وتحولت إلى إيمان».
لطالما تعاملت المجتمعات البشرية مع الفنون الجديدة والأسس الفكرية والسلوكية والنفسية والاجتماعية ضمن حدودها الجغرافية والثقافية.
واليوم، في نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يقوم الذكاء الاصطناعي، أو الجانب غير العادي للتحول الرقمي، بتأسيس نوع من السلوك الخاطئ والمكر، مما يجعلنا نفكر في:
«ورثة الإنسانية العلمانية لعصر التنوير في القرن الثامن عشر، ونتائج التفكير في التطرفات الثورية الفرنسية، والصدامات الفكرية في القرن التاسع عشر، ومحرّكي الحربين العالميتين في القرن العشرين».
على أي حال:
«هجوم الآلام المستمرة والخطيرة يعلمنا التركيز على جمالية اللحظات».