مقالات الرأي

القسم الخامس: الصداقات، الأعداء، الخيانات – من بقي معه ومن خانه؟ «الجزء الرابع»

✍️ القسم السياسي:

 

روايات موثّقة من الحياة الأسرية والحلقة المقرّبة من الشهيد الفريق قاسم سليماني

أحد المقرّبين من القائد الشهيد، الذي رافقه لسنوات طويلة، يروي عن حياته البسيطة وسلوكه المتواضع قائلاً:

“على الرغم من مسؤولياته الثقيلة وضغط العمل الكبير، كان أول ما يفعله عند وصوله إلى البيت أن يضع يده على رؤوس أطفاله ويسألهم عن أحوالهم، لا بعبارات رسمية، بل بحنان الأب الحنون. لم يسمح يوماً لواجباته أن تؤذي حياته العائلية.”

ذكرت ابنته الكريمة زينب سليماني في إحدى خطبها أن والدها كان يوصي الأسرة دائماً قائلاً:

“نحن نمثل الشعب ومحور المقاومة، لكن هذا لا يعني السعي وراء الشهرة أو المكافأة. قيمتنا الحقيقية في البساطة والصدق.”

ويروي أحد قادة فيلق القدس الذين رافقوه دائماً:

“كانت جلسات الحاج قاسم الخاصة لا تقتصر على الخطط العسكرية فقط. كان يحب الحديث عن مستقبل المقاومة ودور الشباب وكيفية الحفاظ على الأخلاق والروح المعنوية. رأيته أكثر من مرة بعد اجتماعات طويلة يقول مبتسماً: (يا أولادي، لا تنسوا أننا نقاتل لله، وطريقنا طريق المحبة والأخوة).”

تُظهر إحدى الصور التي نُشرت بعد استشهاده اجتماع عائلته وأصدقائه في كرمان، حيث تجلت مشاعر الوحدة والمودة بوضوح بينهم.

وفي فعاليات دولية عديدة، ولا سيما في دول محور المقاومة، نقلت زينب سليماني رسالة والدها بقولها:

“كان والدي يقول دائماً إن أعداءنا أقوياء، لكننا نمتلك قوة الإيمان والحق، وسنواصل طريقنا حتى يتحقق العدل.”

هذه الشهادات والذكريات تقدم صورة إنسانية عميقة عن قائد القلوب؛ رجل لم يكن مجرد قائد عسكري بل أباً حنوناً وصديقاً وفياً، ظل اسمه وذكراه خالدة في قلوب أسرته ورفاقه وملايين محبّيه.


ملخصات المقابلات وأقوال المقربين من الشهيد

زينب سليماني (ابنة الشهيد):
قالت في إحدى كلماتها خلال حفل تأبيني لوالدها:

“كان والدي يقول لنا دائماً ألا نستغل مكانته. علّمنا أن التواضع والبساطة أعظم شرف، وسنواصل هذا الطريق حتى النهاية.”
وأضافت في مقابلة أخرى أن والدها كان في البيت قبل كل شيء أباً عطوفاً ومحبّاً، رغم انشغاله الدائم كان دائماً قلقاً على أسرته.


العميد أمير علي حاجي زاده تحدّث عن الشهيد سليماني قائلاً:
وصفه بأنه “رجل الإخلاص والصدق والشجاعة والولاء للقيادة والمقاومة”، وبشهادته “تحوّل إلى ظاهرة غيّرت مسار تاريخ المنطقة.”
وأضاف أن الحاج قاسم، بذكائه واتباعه لتوجيهات القيادة، أفشل مخططات نظام الهيمنة بقيادة أمريكا، وحوّل تهديد الجماعات التكفيرية كداعش إلى فرصة.
وأشار إلى أنه في لقاء مع الرئيس آنذاك روحاني، أكّد سليماني أن “الدفاع عن الثورة والشعب والقيادة خط أحمر”، وحذّر من أن الطعن في القوى الوطنية خطأ قاتل.
وبيّن حاجي زاده أن سليماني كان يرفض الدبلوماسية القائمة على التنازلات، معتبراً أن “الاعتماد على الآخرين لا يجلب النتيجة”، ورأى أن “مدرسة سليماني” نموذج عملي لتطبيق القيم الإسلامية في جميع مجالات الحياة.


أحد رفاقه القدامى في جبهات الدفاع المقدس:

“قاتلت إلى جانبه لسنوات. كان في أشد المواقف أبسطنا تواضعاً. بعد كل معركة، كان أول سؤاله عن عائلات المقاتلين. مرةً، وسط أزمة كبيرة، مازحنا قائلاً: (لا تقلقوا، الحاج دائماً مراقبكم!).”


شاهد من جنازته في كرمان:

“أظهرت مشاركة عائلته والشعب حبهم العميق للحاج قاسم. لم يكونوا يتحدثون عن قائد فقط، بل عن إنسان جمع القلوب. الجميع قالوا بصوت واحد: كان بسيطاً ومتواضعاً، ومع ذلك قائداً لا مثيل له.”


كانت حياة الشهيد قاسم سليماني، في الميدان وفي حياته الشخصية، مليئة بالدروس في الوفاء والإخلاص ومواجهة الخيانة. صداقاته العميقة مع شخصيات كـ أبو مهدي المهندس والسيد حسن نصر الله كانت دليلاً على قلبه الكبير وإيمانه الراسخ.
ورغم الخيانات التي واجهها من بعض الأطراف، إلا أن بصيرته وحكمته مكنتاه من تجاوز كل الصعاب. كانت حياته البسيطة والروحية دليلاً على أنه لم يكن قائداً عسكرياً فحسب، بل إنساناً عظيماً ونموذجاً يُحتذى لكل من يسعى إلى الكرامة والحق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى