يحيى السنوار؛ السرّ الخفيّ وراء طوفان الأقصى ومهندسه المعماري
يحيى السنوار عاد إلى أحضان المقاومة عبر "صفقة الأحرار"، وفي عملية "طوفان الأقصى" أذلّ الصهاينة وأوقعهم في التراب. واليوم يعود آلاف الفلسطينيين إلى حضن المقاومة ليكونوا سنوّارَي فلسطين الجُدد.

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»؛ وُلِد يحيى إبراهيم حسن السنوار، الملقب بـ«أبو إبراهيم»، في ٢٩ أكتوبر ١٩٦٢ بمخيم اللاجئين في خان يونس بقطاع غزة. نشأ في بيئة من الفقر والاحتلال، وكان منذ طفولته ملتزماً بطريق المقاومة ضد الكيان الصهيوني.
العائلة والجذور:
تعود أصول عائلته إلى مدينة المجدل في فلسطين المحتلة، والتي أطلق عليها الاحتلال اسم أشكلون بعد عام ١٩٤٨. هاجر والده إلى غزة وهو في السادسة عشرة من عمره واستقر في خان يونس، حيث وُلد يحيى الذي أصبح لاحقاً مهندس «طوفان الأقصى».
تأثير والده وطفولته:
كان والده من جيل الشيخ أحمد ياسين، رجلاً متديناً ومقاوماً، أثّر بعمق في شخصية ابنه. نشأ يحيى في كنف جده وخاله بسبب غياب والده المتكرر لمشاركته في المقاومة.
التعليم وبداية النشاط الإسلامي:
تلقى تعليمه في مدارس خان يونس، ثم حصل على إجازة في الأدب العربي من الجامعة الإسلامية في غزة. برز خلال دراسته كأحد قادة التيار الإسلامي الطلابي، واعتُقل عدة مرات بسبب نشاطه السياسي.
الاعتقالات وتأسيس الدور الأمني:
في أوائل الثمانينيات، اعتقلته قوات الاحتلال مراراً. وفي عام ١٩٨٤، وقبل الإعلان الرسمي عن تأسيس حركة حماس، شارك مع خالد الهندي وروحي مشتهى في تأسيس الجهاز الأمني للحركة المعروف بـ«مجد»، بتوجيه من الشيخ أحمد ياسين.
الاعتقال الطويل وصفقة الأحرار:
في عام ١٩٨٨ حُكم عليه بأربعة مؤبدات و٢٥ عاماً إضافية (٤٢٥ عاماً) بتهمة تنفيذ عمليات ضد جنود الاحتلال. أمضى ٢٢ عاماً في الأسر قبل أن يُفرج عنه ضمن صفقة الأحرار عام ٢٠١١.
إعادة تنظيم حماس بعد الإفراج عنه:
بعد تحرره، أعاد السنوار هيكلة الجهاز الأمني لحماس ونجح في كشف شبكات التجسس الإسرائيلية. كانت هذه الخطوة أحد الأسباب الرئيسية في فشل الاستخبارات الصهيونية في توقع عملية «طوفان الأقصى».
القيادة السياسية والعسكرية:
شغل السنوار موقع حلقة الوصل بين المكتب السياسي والجناح العسكري لحماس. وانتُخب قائداً للحركة في غزة أعوام ٢٠١٣ و٢٠١٧ و٢٠٢١، حيث بلغت التنسيقات بين الأجنحة ذروتها مع تنفيذ عملية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.
توحيد فصائل المقاومة:
منذ عام ٢٠١١، عمل على توحيد فصائل المقاومة الفلسطينية ضمن إطار واحد. وتجلت هذه الرؤية في تشكيل غرفة العمليات المشتركة خلال حرب الـ٥١ يوماً عام ٢٠١٤، والتي أصبحت نموذجاً لوحدة المقاومة.
هدف دائم للاغتيال:
بسبب قدراته الأمنية ودوره في توحيد الفصائل، تصدر السنوار قوائم الاغتيال لدى الاحتلال، لكنه بقي في غزة، مقاتلاً وقائداً ميدانياً حتى اللحظة الأخيرة.
استشهاده في الميدان:
استُشهد يحيى السنوار في أكتوبر ٢٠٢٤ أثناء اشتباكات مع قوات الاحتلال في حي تل السلطان بغزة. وأظهرت التقارير أنه قاتل بسلاح قديم إلى جانب رفاقه، صابراً صائماً حتى آخر لحظة.
الإرث واستمرار النهج:
تزامن استشهاده مع صفقة تبادل جديدة للأسرى الفلسطينيين، ما عُدّ رمزاً لاستمرار نهجه. رحل السنوار، لكن «سنوارين جدد» يولدون اليوم ليواصلوا درب المقاومة حتى زوال الاحتلال.