أخبار العالم

المعركة الجديدة في غزة: حماس والجهاد الإسلامي ضد عصابات الشاباك

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»؛ اندلع قتال جديد في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، حيث اشتبكت الجماعات المسلحة المدعومة من الكيان الصهيوني مع قوات المقاومة. وبعد ساعات قليلة من انسحاب قوات الاحتلال من المناطق السكنية، قامت هذه العصابات المسلحة باغتيال عدد من الفلسطينيين واشتباك مع المقاومين في محاولة لفرض واقع جديد في غزة.

وفقاً لخطة «الشاباك» وجيش الاحتلال، يُراد تسليم السيطرة على أجزاء من غزة لميليشيات محلية بهدف تقويض نفوذ حركة حماس تدريجياً. وقد دفعت هذه الخطوة فصائل المقاومة إلى اتخاذ قرار حاسم لمنع إنشاء مناطق حكم ذاتي تابعة للاحتلال.

في الأيام الأخيرة، نفذت المقاومة عمليات أمنية واسعة وجهت خلالها ضربات قاسية لهذه الميليشيات المدعومة إسرائيلياً، لمنعها من إنشاء بؤر نفوذ داخل القطاع. وقد شكلت هذه التطورات تحدياً أمنياً جديداً، إلا أن المقاومة تحركت بسرعة لإفشاله.

عقب وقف إطلاق النار، أعلنت قيادة حماس «عفواً عاماً» لتخفيف التوتر، وسمحت لأعضاء العصابات المغرر بهم الذين لم يشاركوا في جرائم القتل بتسليم أنفسهم وتسوية أوضاعهم القانونية والأمنية.

أما المتورطون في الجرائم وعمليات التهريب والتعاون مع الاحتلال، فقد مُنحوا مهلة أسبوع واحد لتسليم أنفسهم، وإلا واجهوا العقاب. وتمكنت الأجهزة الأمنية في غزة من اعتقال 60 مسلحاً متعاوناً مع الاحتلال، فيما قُتل عدد آخر أثناء الاشتباكات.

وأكد مصدر أمني رسمي أن الأجهزة الأمنية واجهت في مدينة غزة عصابة مسلحة تابعة لإحدى القبائل، حيث قُتل 32 من أفراد العصابة وجُرح 30 آخرون، وتم اعتقال 24 ومصادرة أسلحتهم، بينما استُشهد ستة من عناصر الأمن.

وبحسب مصادر فلسطينية، تشارك جميع فصائل المقاومة، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، في هذه الحملة ضد العصابات التي خانت المقاومة وكشفت مواقعها وسرقت أسلحتها وأشاعت الفوضى.

وفي خضم هذه الأحداث، اختطفت العصابات الصحفي والناشط الفلسطيني صالح الجعفراوي أثناء تغطيته لعمليات التدمير في جنوب غزة بعد انسحاب الاحتلال، وتم إعدامه رمياً بالرصاص قرب المستشفى الميداني الأردني.

كان الجعفراوي قد شارك في حملة لجمع التبرعات لإعادة بناء مستشفى الأطفال «النصر» في وسط غزة، وتمكن من جمع أكثر من عشرة ملايين دولار قبل يوم من اغتياله. وفي اليوم السابق، اغتالت العصابات نفسها محمد عاقل، القائد الميداني في كتائب القسام ونجل القائد الراحل عماد عاقل، الذي كان الاحتلال يلاحقه منذ أكثر من 700 يوم.

ذكرت صحيفة إسرائيل هیوم أن هذه العصابات، بقيادة ياسر أبو شباب، حسام الأسطل، رامي هلس، غسان الدهيني، وأشرف المنسي، تنشط في شمال وجنوب غزة بإشراف مباشر من الشاباك.

كما أفادت القناة 14 العبرية أن الاحتلال شكّل خمس مجموعات ميليشياوية محلية في مناطق مختلفة من القطاع للسيطرة على مناطق محددة ومواجهة حماس.

وذكرت صحيفة معاريف أن هذه العصابات تنشط خصوصاً في شرق رفح وخان يونس وأجزاء من بيت لاهيا وبيت حانون، وهي مناطق لم يشملها الانسحاب الإسرائيلي الأول بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

ويرى المحللون أن الهدف النهائي للاحتلال هو إنشاء مناطق أمنية غير مباشرة عبر مرتزقة محليين، في حين تسعى المقاومة للحفاظ على سيادتها الكاملة على غزة، وهو مفتاح انتصارها بعد عامين من الحرب.

وفي النهاية، يمثل هذا الصراع الجديد مرحلة من الحرب غير المباشرة التي يخوضها الاحتلال، حيث يعتمد الشاباك بعد إنهاك جيشه على الميليشيات العميلة، لكن المقاومة مصممة على عدم السماح بتقسيم غزة إلى مناطق خاضعة لنفوذ الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى