القسم السياسي

أرضية النصر الدائم ..!

✍️ مجاهد الصریمی، صنعاء

 

لا يختلف حران وشريفان في يمن الثورة والجهاد على؛ أن واقع المرحلة لم يعد قادراً على احتمال المزيد من الأخطاء أو السلبيات أو الاختلالات، الأمر الذي يحتم على الجميع السعي لتصحيح أخطائهم، واكتشاف الجوانب السلبية التي صاحبت حركتهم العملية، والإدراك لموضع النقص ونقطة الخلل في كل مقامات ومواطن التحمل للمسؤولية، لكي نتمكن من تجاوز كل الصعوبات في طريقنا لبلوغ شاطئ النجاة، ونستطيع تحقيق كل ما صاغه دم التضحية من آمال وتطلعات.

ولنتق الله أولاً وأخيراً في ما نقول ونكتب، لأن القضية ليست قضية شخص أو حزب، فنتعصب لهما في الحق والباطل، ونقف معهما في الخير والشر، وإنما هي قضية أمة، في ما يتعلق بدينها ورسالتها ووجودها ومصيرها، فلنبتعد عن المجاملات، ولنجانب المحابة والعصبية كيف ما اتفق للأشخاص.

وما دمنا نتحسس من ذكر معايبنا وأخطائنا من قبل الآخرين، فلماذا لا نعمل نحن على كشفها، ومن ثم نتفادى الوقوع بها مجدداً، فنصلح أنفسنا وواقعنا؟

هذا هو ما يجب القيام به، وما لم فغضب الله وسخطه سيحل بنا، ونضرب بتفريطنا من الله قبل الأعداء؛ كيف لا وثورتنا بنت الحركة والمسيرة الإلهية التي قادها جميع الأنبياء والرسل عليهم السلام، وخلاصة التوجه الثوري والإصلاحي الذي قاده ورثة الكتاب من أئمة أهل البيت وأعلام الهدى، وثمرة التقاء لنهرين من دم التضحيات لحسين الطف وحسين مران؟! وإذن؛ فهي مسيرةٌ وثورةٌ كُتِبَ لها الفلاح والفوز والنصر والخلود والاستمرارية الخلاقة، ما دامت تنطلق من منطلق الإيمان بالله، ورضاه سبحانه هو هدفها الأول والأخير، وتعاليم الله وآياته وأسماؤه هي المعالم التي تستلهم منها الكيفيات والمبادئ والقيم والنظم والقوانين الكفيلة بتحقيق هذا الهدف الكبير، الذي متى ما وعاه العاملون وعيَ عملِ والتزام، تحقق على إثره لمجتمعهم وأمتهم كل ما يتطلعون إليه من عدل وعلم وقوة ورحمة، وتجلى على أيديهم كلما يفتقرون إليه من عوامل قوة ووحدة، كالتعاون والتواضع والتماسك والسلام النفسي والاجتماعي، وغير ذلك من العوامل والمقومات والقيم التي تشكل بمجموعها هدف المسيرة القرآنية الرسالية الثورية النهضوية الصالحة.

إنه الهدف الذي بموجبه استطاعت ثورتنا تحقيق النصر والغلبة، إذ وُجِدَ من مجاهدينا رجالٌ كان رضى الله أسمى أمانيهم، فتمكنوا من فتح آفاق أرحب وأوسع أمام الثورة والثوار، وأكسبوا الجماهير المزيد من العزم والإرادة على مواصلة الطريق لنيل الحرية والاستقلال.

فكل ما شهدناه من إنجازات، لاسيما العسكرية منها، كانت نتيجة طبيعية لحركة ونشاط رجال كاملي الإيمان، كانوا كلما ضاقت أمامهم السبل، اهتدوا إلى جديد، وامتد بهم الدرب سعياً نحو المزيد.

وأخيراً؛ لا يليق بنا التجاهل لنصح الناصحين، ولا التعالي على النقد، والتكبر عن الاعتراف بشطحاتنا وقصورنا وشططنا في أكثر من ساحة وميدان للعمل؛ صحيحٌ ليس كل منتقدٍ لطريقة معينة في الجانب العملي أو الفكري أو غيرهما لا بد أن يكون مخلصاً في توجهه وصادقاً في دعواه، ولكن ذلك لا يعني بأي حالٍ من الأحوال خلو ساحة الناقدين والناصحين من الصادقين والحريصين على أمتهم ودينهم ومكتسبات ثورتهم، والمخلصين لربهم في ما يتناولونه بالنقد والتحليل والدراسة، كما يجب علينا أن نفرح بوجود ظاهرة النقد كمسؤولين، بل وأن نسعى على الدوام لتنميتها وتعزيزها، حتى تصبح هي الطابع العام لكل أبناء المجتمع، إذ بوجودها نضمن استحالة سقوط شعبنا في مربع الوصاية والعمالة والتبعية مجدداً، وبوجودها نضمن استمرارية التحرك الشامل لتحقيق البناء الحضاري القوي والراسخ والمتماسك، ونيل الحرية والاستقلال مهما كانت التحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى