أخبار السَماالأخبار الرياضية

من نتائج الدورة الثالثة للأولمبياد الآسيوي في البحرين / إنجاز كبير للشباب صُنّاع المستقبل في المنامة

✍️ محمد رضا نصراالله‌زاده، أمين جمعية مديري وسائل الإعلام الرياضية في إيران

 

أُقيمت الدورة الثالثة من منافسات الألعاب الأولمبية الآسيوية للشباب في الفترة من 27 مهر إلى 9 آبان بحضور ما يقرب من 8000 رياضي من 45 دولة آسيوية وفي 26 لعبة رياضية في المنامة، البحرين. وقد شاركَ وفدُ بلدنا بـ239 رياضيًا في 24 لعبة رياضية، وتمكّن من أن يحتلّ المرتبة الرابعة في البطولة بعد كلّ من الصين وأوزبكستان وكازاخستان، وأمام كلٍّ من كوريا الجنوبية واليابان. وهو لقبٌ ينبغي أن نهنئ الرياضيين والمدرّبين عليهم ومن ثمّ نعبّر عن الامتنان لجهودهم على هذا الإنجاز الكبير.

لكن لا بأس أن نلفت هنا أيضًا إلى هذه النقطة الأساسية، وهي أن الرياضيين الشباب لبلدنا قد أدّوا عملهم الكبير في هذه المسابقات بأفضل صورة ممكنة — سواء الذين نالوا ميداليات أو الذين لم يحالفهم الحظ — سواء الذين سُمّوا من بين الرياضات الناجحة أو الذين تعرّضوا لانتقادات في مسابقات لم تكن متوقعة من ناحية الأداء. لأنّ الاعتقاد السائد هو أنّهم بذلوا ما في وسعهم، وبفضل ذلك حصَدوا ثمار جهودهم.

وفي هذا السياق لا ينبغي تجاهل بعض الحقائق، ومنها أننا دائمًا ما نُقدّم أداءً جيّدًا في فئات الناشئين والشباب بفضل الدعم الذي توفره أسرهم في مختلف المنافسات. لكن علينا أن نقبل أن العمل الحقيقي الذي يقع على عاتق الاتحادات والرياضة الوطنية يبدأ الآن — وهو التخطيط الملائم لهؤلاء النخبة الرياضيين الشباب والحفاظ عليهم من أجل مستقبل الرياضة في البلاد.

ولا يضرّ أن يطّلع المسؤولون أيضًا على الدورتين السابقتين من هذه الألعاب ليدركوا حقيقةً مهمّة مفادها أننا لم ننجح كثيرًا حتى الآن في الاحتفاظ باستثماراتنا من الناشئين والشباب؛ وإن كان المسؤولون يعطون نسبة 12٪ في هذا الخصوص، لكن بالنظر إلى الأسماء يمكن أن نرى أن هذه النسبة لا تصل حتى إلى ، لذا يجب وضع برامج جذرية وطويلة الأمد لمعالجة هذا النقص الكبير. في ما يلي سنشير إحصائيًا وقسمًا بقسم إلى الملاحظات الباقية عن هذه المسابقات.

الأداء الممتاز

بالحق والإنصاف، كان أداء الوفد الإيراني، وخاصّة رياضيي الشباب، في الدورة الثالثة من دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية للشباب 2025 في البحرين، ليس جيدًا فحسب بل ممتازًا، ويجب أن نقول لهم «عملٌ رائع» و«بارك الله في جهودكم» على هذا العمل الكبير. هؤلاء الشباب بإمكانهم، إذا وُضِعَت لهم خطة صحيحة، أن يؤمّنوا مستقبل رياضة البلاد.

حصد الميداليات في 19 لعبة

شارك وفد إيران المؤلف من 239 فردًا في 24 لعبة، وتمكّن من حصد الميداليات في 19 منها، بينما لم يحقق أي نجاح في 5 ألعاب.

التجربة الأولى

أُقيمت الدورة الأولى من الألعاب الأولمبية الآسيوية للشباب عام 2009 في سنغافورة، وشارَكَ فيها وفد إيران الرياضي المؤلف من 54 لاعبًا، وكانت حصيلة الرياضيين الإيرانيين في تلك المسابقات: ميدالية ذهبية واحدة، ثلاث ميداليات فضية، وميداليتان برونزيتان، ما وضع الوفد الإيراني في المرتبة الحادية عشرة في جدول الميداليات النهائي.

الحضور الثاني

أُقيمت الدورة الثانية عام 2013 في نانجينغ، الصين. وفي تلك المسابقات، ورغم أن المسؤولين أرسلوا عدداً أكبر (بمقدار 25 رياضياً إضافياً)، فإن حصيلة الوفد الإيراني المؤلف من 79 لاعبًا في نانجينغ كانت ست ميداليات فضية وميداليتان برونزيتان فقط. أداءٌ قابل للنقاش جعَل الوفد الإيراني يحتلّ المرتبة العشرين في ترتيب الميداليات.

الحدث الثالث

عُقدت الدورة الثالثة من الألعاب الأولمبية الآسيوية للشباب بعد انقطاع 12 سنة في عام 2025 في المنامة، البحرين. وشارك فيها وفد إيران ب239 رياضيًا في 24 من أصل 26 لعبة، وتمكّن من حصد 22 ميدالية ذهبية، 18 ميدالية فضية و36 ميدالية برونزية، فاحتلّ المركز الرابع في الترتيب النهائي للبطولة.

الهيئة التنفيذية والوفد المرافق

رغم أنه لم تُنشر إحصاءات دقيقة حتى الآن، فإنّ الأقاويل تشير إلى أن عدد المرافقين والضيوف وأعضاء الوفد الإداري لإيران كان أعلى من المتوقع، وتزداد أهمية هذه المسألة حين نعلم أن هؤلاء لم يقيموا في قرية الألعاب بل في فنادق!

الألعاب المنسية

لم تضمّ قائمة المنافسات التي أعدّها المضيف ألعابًا مثل الوشو، الرماية، الرمي بالقوس والسهم، الكاراتيه والجمباز — وهي ألعاب كانت الحاجة إلى إقامتها محسوسة أكثر من كثير من الألعاب الأخرى التي أُجريت!

اليابان وكوريا

لماذا شاركت اليابان ب49 رياضيًا وكوريا الجنوبية ب77 رياضيًا في هذه المسابقات؟ هذا من الأسئلة الكبيرة التي تطرح نفسها أمام الجمهور. دولٌ تُعدُّ، بحسب الصديق والعدو، من الروّاد في الرياضة القارية، لكنهما أنهيا هذه الألعاب في المركزين السادس عشر والحادي عشر على التوالي، ما يبيّن إلى أي مدى كانت المشاركة مهمة بالنسبة لهما.

الألعاب التي بلا ميدالية

من بين 24 لعبة شارك فيها الوفد الإيراني، كانت ألعاب الغولف، ركوب الدراجات، الريشة الطائرة، كرة الطائرة الشاطئية والترايثلون (الثلاثي) من الألعاب التي لم تُكلّل جهود رياضييها بالوصول إلى ميداليات.

الصين التي لا تُقهر

الصين، كالمعتاد، توّجت بطلةً للدورة الثالثة من الألعاب الأولمبية الآسيوية للشباب 2025 في البحرين، وشاركت ب288 رياضيًا في 22 لعبة. وظهر الصينيون غير القابلين للهزيمة بحصدهم 63 ميدالية ذهبية، 49 ميدالية فضية و35 ميدالية برونزية، متوّجين البطولة بفرض سيطرتهم.

الوصافة للأوزبك

حلّت أوزبكستان في المركز الثاني في جدول الميداليات في ألعاب 2025 بالبحرين، وشاركت ب188 رياضيًا في 21 لعبة، وحقّق أفرادُها 37 ميدالية ذهبية، 16 ميدالية فضية و28 ميدالية برونزية، فاحتلّت المركز الثاني.

المفاجأة القزاخية

حقّق الكازاخستانيون المفاجأة واحتلّوا المركز الثالث في الألعاب، بفارق ميداليتين ذهبيتين عن إيران؛ أرسلوا 244 رياضيًا في 21 لعبة، وجاءت نتيجتهم 24 ذهبية، 29 فضية و40 برونزية.

المركز الحادي عشر لكوريا

احتلت كوريا الجنوبية المركز الحادي عشر في الترتيب النهائي بعد أن نالت 7 ميداليات ذهبية، 7 فضية و11 برونزية. شارك الكوريون ب77 رياضيًا في 11 لعبة.

الساموراي الغامضون

لم تتجاوز اليابان في ألعاب المنامة المرتبة السادسة عشرة في الإجمال. اليابانيون الغامضون نالوا 4 ميداليات ذهبية، 6 فضية و8 برونزية، متأخرين عن دول مثل الهند، هونغ كونغ، الإمارات، كوريا الشمالية، تايوان، الفلبين، البحرين وإندونيسيا، ومتقدمين على دولٍ مثل العراق، طاجيكستان، سنغافورة والأردن. شاركت اليابان في البحرين ب49 رياضيًا وفي 10 ألعاب فقط.

الترتيب النهائي

في ختام الدورة الثالثة للألعاب الأولمبية الآسيوية للشباب 2025 في البحرين، جاءت الفرق على الترتيب التالي من الأول إلى العشرين: الصين، أوزبكستان، كازاخستان، إيران، تايلاند، الهند، هونغ كونغ، الإمارات، كوريا الشمالية، تايوان، كوريا الجنوبية، الفلبين، السعودية، البحرين، إندونيسيا، اليابان، العراق، طاجيكستان، سنغافورة، والأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى