قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، إن باكستان تتمتع بأهمية استراتيجية عالية بالنسبة لإيران في المجالات الاقتصادية والأمنية

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما» قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف، في جلسة المجلس العلنية صباح اليوم الأحد، في كلمته قبل جدول الأعمال: «في البداية، من الضروري تذكير مرة أخرى بالمشكلات المعيشية التي جعلت الحياة صعبة على الناس. ومن الواضح أن حل هذه المشكلات جذرياً يتطلب اتخاذ إجراءات بنيوية في المجال الاقتصادي، ولكن من خلال التركيز على ثلاث قضايا: تنفيذ بطاقة السلع بطريقة جديدة، تقليل مشكلة الإسكان، والتخطيط للرعاية الصحية، يمكن اتخاذ خطوات فعالة لتحسين الحياة اليومية للناس. وسنتحدث عن التفاصيل في المستقبل، ولكن في الوقت الحالي، أطلب من الحكومة الموقرة اتخاذ القرارات اللازمة حول المسائل التي فشلت تجاربها في الماضي بنظرة شاملة».
وأضاف قاليباف: «كما يجب على الولايات المتحدة أن تتحمل العواقب القانونية والسياسية والعسكرية للاعتداء الإسرائيلي على إيران. وبعد اعتراف الرئيس الأمريكي صراحةً بمسؤوليته المباشرة في هذا الاعتداء الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة بلادنا، أستنكر هذا العمل الشنيع بأشد العبارات وأعلن أن الولايات المتحدة يجب أن تتحمل وفق القوانين الدولية النتائج القانونية والسياسية والعسكرية لهذا الاعتداء الذي أدى إلى استشهاد عدد كبير من مواطنينا. إن شعب إيران، بوحدة وقوة، سيقف أمام أي تهديد ويحاسب المعتدين على أعمالهم العدوانية».
وتابع: «أود أيضاً تقديم تقرير عن زيارتي الأخيرة إلى الدولة الشقيقة والجارة باكستان، التي جاءت بناءً على طلب قائد الثورة من المجلس وفي إطار الدبلوماسية البرلمانية بدعوة من رئيس البرلمان الوطني الباكستاني، السيد أيّاز صادق. وكان من أهداف هذه الزيارة نقل رسالة شكر من الشعب والقائد على دعم البرلمان والمسؤولين، وخاصة الشعب الباكستاني، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية والأمنية بين البلدين».
وأضاف: «تتمتع باكستان بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإيران في المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية؛ لأن احتياجات البلدين التجارية تكمل بعضها البعض، ولديهما عمق ثقافي مشترك، وهناك إمكانيات كبيرة للتعاون الأمني والدفاعي، كما أن الموقع الجغرافي لباكستان يمكن أن يكون جسراً يربط إيران بشرق آسيا وما وراءه».
وأشار قاليباف إلى أن الوفد البرلماني الإيراني خلال زيارة الثلاثة أيام التقى كبار المسؤولين الباكستانيين، بمن فيهم رئيس البرلمان الوطني، نائب الرئيس، رئيس مجلس الشيوخ، رئيس الوزراء وقائد الجيش، كما عقد لقاءين وديين مع رجال الأعمال والنخب السياسية والثقافية.
وأكد أن مناقشة تنفيذ الوثائق التعاونية الموقعة خلال زيارة الرئيس، وزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار، وتسهيل مقايضة السلع عبر تحسين البنية التحتية، واستكمال عملية التجارة الحرة، وتوسيع التعاون الحدودي، وتطوير الأسواق المشتركة، وتعزيز الأمن الحدودي، والتخطيط للتعاون الثلاثي بين إيران والصين وباكستان كانت من أبرز النقاط التي تم الاتفاق عليها، آملاً أن تُترجم إلى نتائج ملموسة قريباً.
واختتم بالقول: «يجب أن أشكر شعب باكستان الكبير على استقبالهم الحار والحماسي للوفد الإيراني، وخاصة في إسلام آباد وكراتشي. وكانت المشاركة في صلاة الجمعة في كراتشي لحظة لا تُنسى، حيث رحب المصلون بالوفد الإيراني بحماسة غير متوقعة، معبرين عن دعمهم لإيران وفلسطين، مما يعكس عمق المحبة والأخوة بين الشعبين. هذه الزيارة كانت خطوة مهمة في تعزيز وحدة البلدين، ونأمل أن تساهم الجهود المشتركة في بناء مستقبل أكثر إشراقاً لكلا الشعبين».




