أخبار إيران

الأزمة العالمية للمياه على وشك الانفجار | الانخفاض التاريخي في مستويات البحيرات عبر خمس قارات

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»، في أواخر عام 2025، شهدت العديد من أكبر البحيرات والخزانات المائية في العالم، من الشرق الأوسط إلى أمريكا الشمالية وأوروبا، انخفاضًا غير مسبوق في مستويات المياه. ويقول خبراء المناخ إن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على المناطق الجافة، بل أصبحت مؤشرًا على تغيير جذري في الدورة العالمية للمياه.

وفقًا لبيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، فإن عامي 2024 و2025 من بين أكثر الأعوام حرارة في التاريخ المسجل. وقد أدّى ارتفاع درجات الحرارة، وتراجع الهطولات الموسمية، وتزايد معدلات التبخر، إلى انخفاض المخزونات السطحية للمياه في العديد من الدول إلى أدنى مستوياتها منذ عقود.

الشرق الأوسط على حافة أزمة مياه

تقع إيران وتركيا والعراق في قلب الأزمة. ففي إيران، أُبلغ عن وصول مخزونات السدود الكبيرة المزوّدة لمياه الشرب في طهران، مثل سدود أمير كبير ولار ولتيان، إلى أوضاع حرجة، حيث باتت بعض هذه الخزانات شبه فارغة، مع احتمال حدوث نقص في المياه خلال الأسابيع القادمة. وحذّر الخبراء من أن الانخفاض التاريخي في الهطولات وتآكل المياه الجوفية يعرّضان سلسلة إمداد المياه في العاصمة لخطر مباشر.

أما في تركيا، فالوضع في بحيرة طوز وسط الأناضول أكثر سوءًا. فقد جفّت أجزاء كبيرة من البحيرة في عام 2025، مما أدى إلى تدمير موائل الطيور المهاجرة. ويُرجع الخبراء السبب في ذلك إلى الضخ المفرط للمياه الجوفية وتغيّر أنماط الهطول.

وفي شمال العراق، انخفض منسوب مخزون سد دوكان، أحد أهم الموارد المائية في إقليم كردستان، بشكل كبير عن المستوى الطبيعي. وقد تسبّب بناء السدود في المنابع وتراجع الأمطار في تعطيل تدفق المياه، مما كشف مناطق واسعة من قاع البحيرة.

الولايات المتحدة وأوروبا لم تكونا بمنأى

لم تقتصر موجة الجفاف هذا العام على الشرق الأوسط. ففي الولايات المتحدة، يواصل مستوى بحيرة سالتون في كاليفورنيا الهبوط المستمر، وأصبح قاعها الجاف والمُلوَّث مصدرًا للغبار السام. وحذّر الباحثون من ارتباط مباشر بين هذا الغبار وارتفاع أمراض الجهاز التنفسي في جنوب كاليفورنيا.

وفي تكساس، شهدت بحيرتا ترافيس وكانيوِن في منطقة Hill Country انخفاضات متكررة إلى أدنى مستوى منذ سنوات، ولم تستطع الأمطار المتفرقة تعويض العجز الناتج عن فترات الجفاف الطويلة.

وفي بريطانيا، تشير التقارير إلى انخفاض ملحوظ في مخزون الخزانات الإقليمية، واستعداد الحكومة لتنفيذ خطة الطوارئ للجفاف لعام 2026. وتؤكد شركات المياه أن تقلص الهطولات إلى جانب ارتفاع الاستهلاك المنزلي قد أخلّ بتوازن الموارد المائية.

بيانات عالمية مخيفة

سجّلت منصّات دولية مثل G-REALM وGlobal Water Watch انخفاض مستوى المياه في أكثر من مئة حوض مائي كبير حول العالم. وتظهر بيانات الأقمار الصناعية لهذه الأنظمة أن انخفاض البحيرات من أمريكا الشمالية إلى الشرق الأوسط وأجزاء من أمريكا الجنوبية يحدث في وقت واحد وبنمط متشابه، مما يشير إلى أن الأزمة الحالية ليست ظاهرة محلية بل انعكاس مباشر للاحترار العالمي.

ويؤكد خبراء المناخ أن ارتفاع الحرارة وتغيّر أنماط الأمطار وزيادة التبخر أدّت إلى تفاقم الجفاف، بينما ضاعفت الأنشطة البشرية — مثل الإفراط في السدود وضخ المياه الجوفية وسوء إدارة الموارد — من تأثير المناخ. وفي العديد من الأماكن، مثل إيران وتركيا، تضافرت هذه العوامل لتسريع انخفاض مستويات المياه وجعل عودتها أمرًا صعبًا.

تداعيات واسعة: من تهديد مياه الشرب إلى انهيار الموائل الطبيعية

يترتب على انخفاض مستويات البحيرات آثار مباشرة على حياة البشر والنظم البيئية، من نقص مياه الشرب وفقدان الأراضي الرطبة وموائل الطيور المهاجرة، إلى زيادة الغبار الملوّث وتضرّر الزراعة والطاقة الكهرومائية.

ويحذّر الخبراء من أنه إذا استمر هذا الاتجاه، فقد يصبح عام 2026 أحد أكثر أعوام القرن جفافًا — عامًا يكون فيه نقص المياه تهديدًا عالميًا للأمن البشري والبيئي، وليس مجرد أزمة إقليمية.

منبع: تسنیم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى