مقالات الرأي

الاستراتيجية العالمية للصحة للأعوام 2025–2028 (الجزء الثانی)

لقد تغيّر عالمنا بشكل جذري منذ اعتماد أهداف التنمية المستدامة.

إن تحقيق هدف هذه الاستراتيجية الجديدة للصحة العالمية، في ظل تغيّر المناخ، والتحولات الديموغرافية، والهجرة غير المسبوقة، وإعادة الاصطفافات الجيوسياسية، وزيادة «الأحداث الانسكابية»، والتقدم السريع في العلوم والتكنولوجيا—وفي وقت يحتاج فيه عدد أكبر من أي وقت مضى إلى المساعدات الإنسانية—يتطلب مستوى جديداً من التعاون الدولي بين الفاعلين في مجال الصحة، وتعزيز الانخراط مع «القطاعات المشاركة في الصحة»، إضافة إلى التزام سياسي مستدام وقيادة وطنية قوية.

تضع هذه الاستراتيجية العالمية للصحة العمل المشترك والشراكات من أجل إحداث التأثير في صدارة الأولويات.

تُقاد النتائج المشتركة من قبل الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، وتحدد النتائج المحددة التي ستتحقق من خلال الجهود الجماعية للدول الأعضاء والشركاء والمجموعات الرئيسية وأمانة المنظمة في سبيل كل هدف استراتيجي.

«النتائج المؤسسية» تعبّر عن المساهمات والالتزامات الحيوية لمنظمة الصحة العالمية.

يتضمن GPW 14 ثلاثة نتائج مؤسسية من منظمة الصحة العالمية تعكس المساهمات التقنية الشاملة للأمانة، وتلعب دوراً محورياً في تمكين البنية الصحية العالمية من تحقيق النتائج المشتركة.

أما النتيجة المؤسسية الرابعة فتمثل التزام المنظمة بدفع الإصلاحات ومبادرات التغيير الجارية والجديدة، لبناء منظمة أقوى، وتحسين الأداء، وتعزيز التأثير على مستوى البلدان.

تتوافق النتائج المؤسسية الثلاث الأولى مع التحولات الاستراتيجية لـ GPW 13، وتعكس الوظائف الأساسية للمنظمة في قيادة الصحة العالمية والتنسيق، والمنتجات التنظيمية والتقنية، والدعم المتمايز للبلدان. وتُعرض هذه الوظائف—كما هو موضح في الشكل 2 باعتبارها مسارات التغيير في المنظمة—كأدوات رئيسية تحفّز وتمكّن وتدعم منظمة الصحة العالمية العمل الجماعي من أجل الصحة.

تتضمن النتيجة المؤسسية الرابعة التزام المنظمة بضمان تمويل أكثر استدامة وإدارة أكثر كفاءة، مع رقابة ومساءلة قوية، وبقوة عاملة محفّزة ومتنوعة ومتمكنة وملائمة للهدف. كما ستنشئ المنظمة حضوراً أساسياً أكثر قابلية للتنبؤ في البلدان، من خلال استثمارات كبيرة في تعزيز مكاتبها وقدراتها القطرية.


تحقيق الأثر الكامل لهذه الاستراتيجية العالمية للصحة

تؤدي منظمة الصحة العالمية دوراً فريداً في قلب البنية الصحية العالمية، في تيسير وتمكين وضمان تحقيق أثر هذه الاستراتيجية الجديدة الجريئة للصحة والرفاه العالميين.

«يتطلّب تحقيق هذا الهدف تمويلاً كاملاً ومستداماً وقابلاً للتنبؤ لميزانية المنظمة الأساسية البالغة 11.2 مليار دولار للفترة 2025–2028.»

هذا الاستثمار في منظمة الصحة العالمية سيضمن أنه بحلول نهاية عام 2028 سيُمكّن عمل الأمانة—بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء—من تحقيق ما يلي:

  • تمتع 6 مليارات شخص بصحة ورفاه أفضل؛

  • استفادة 5 مليارات شخص من التغطية الصحية الشاملة دون مشقة مالية؛

  • حماية 7 مليارات شخص بشكل أفضل من حالات الطوارئ الصحية.

ومن خلال تحقيق هذه الأهداف، سيتمكن العالم من اغتنام فرصة الفترة 2025–2028 لتعزيز العدالة الصحية، وإعادة أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة إلى المسار الصحيح، و«تهيئة» الأنظمة والمجتمعات الصحية للمستقبل، وحمايتها من الصدمات والتحديات الحتمية في مرحلة ما بعد أهداف التنمية المستدامة.


عملية تطوير هذه الاستراتيجية الجديدة للصحة العالمية

كانت المشاورات التي دعمت تطوير هذه الاستراتيجية هي الأوسع نطاقاً على الإطلاق لبرنامج عام للعمل في منظمة الصحة العالمية.
وقد تم تطوير هذه الاستراتيجية من خلال عملية مكثفة ومتكررة استمرت 10 أشهر، بمشاركة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية؛ ومنظمات الأمم المتحدة والوكالات الدولية العاملة في الصحة (بما في ذلك الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، و«غافي» تحالف اللقاحات)؛ ومنظمات المجتمع المدني ومجموعات الشباب؛ والجهات المانحة والمؤسسات الخيرية؛ والقطاع الخاص والجمعيات الصناعية ذات العلاقات الرسمية مع المنظمة؛ وعدد من بنوك التنمية الإقليمية المتعددة الأطراف؛ وشبكة تضم أكثر من 800 مركز متعاون مع المنظمة؛ وقوة العمل داخل منظمة الصحة العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى