الاستراتيجية العالمية للصحة للأعوام 2025–2028 (الجزء الخامس)

في الوقت نفسه، يستمر عبء الأمراض غير السارية – ولا سيما أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، الأمراض التنفسية المزمنة والسكري – في الارتفاع؛ إذ تودي هذه الأمراض بحياة 41 مليون شخص سنوياً، أي 74٪ من إجمالي الوفيات وتمثل الغالبية العظمى من الوفيات المبكرة حول العالم، مع تأثير أكبر في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ومع ارتفاع عبء الأمراض غير السارية، والأمراض النادرة، وتعدد الأمراض، وزيادة متوسط العمر المتوقع، بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون مع الإعاقة 1.3 مليار شخص، أي واحد من كل ستة أشخاص.
أكثر من ملياري شخص يعيشون مع حالات يمكن أن تستفيد من خدمات التأهيل.
عبء مرض ألزهايمر وأنواع الخرف الأخرى في ازدياد مستمر.
كما ترتفع معدلات الاضطرابات النفسية؛ إذ يعيش ما يقرب من مليار شخص مع مثل هذه الحالات، وترتفع معدلات الاكتئاب والقلق بسرعة، خاصة بين الشباب؛ ويموت حوالي 700 ألف شخص سنوياً بسبب الانتحار.
رغم وجود تدخلات فعالة وتقدم محدود في جميع مجالات البرامج، ما تزال حوادث العنف والإصابات تقتل أكثر من 4 ملايين شخص سنوياً، ويُعزى حوالي 30٪ من هذه الوفيات إلى الحوادث المرورية؛ ويقع واحد من كل طفلين ضحية للعنف سنوياً، كما تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف من الشريك الحميم مرة واحدة على الأقل في حياتها.
لا يزال الإمكان الهائل للاستثمار في الوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة – الذي يمكن أن يخفض 50٪ من العبء العالمي للأمراض – غير محقق: إذ يموت 8 ملايين شخص سنوياً بسبب التبغ، ويرتبط 7 ملايين وفاة بتلوث الهواء، و8 ملايين باضطرابات النظام الغذائي غير الصحي، و3 ملايين باستهلاك الكحول الضار، و2 مليون بالتعرض للمواد الكيميائية البيئية.
يصاب ما يصل إلى 50 مليون شخص في الحوادث المرورية، بينما ترتفع معدلات بعض السلوكيات غير الصحية بين الشباب، و80٪ من المراهقين لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً.
تحدث 3 ملايين إصابة جديدة بالتهاب الكبد سنوياً، ويُسجل مليون إصابة جديدة من الأمراض المنقولة جنسياً كل يوم.
على نحو مشجع، انخفض عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية فردية أو جماعية لـ 20 من الأمراض الاستوائية المهملة بنسبة 25٪ منذ عام 2010 إلى 1.65 مليار شخص.
ومع ذلك، لا يزال الحفاظ على أهداف مكافحة الأمراض المعدية والتقدم نحو أهداف الاستئصال والقضاء الأساسية صعباً؛ إذ تستمر عدوى شلل الأطفال ودَوْد الغدد اللمفية.
رغم امتلاك أكثر من 170 دولة لخطط عمل وطنية، تستمر مقاومة مضادات الميكروبات على نحو واسع ومقلق.
تستمر الأمراض الفيروسية والبكتيرية القابلة للتحول إلى وباء – مثل الحصبة والكوليرا والتهاب السحايا والدفتيريا وحمى الضنك والحمى الصفراء – في إحداث تأثيرات كبيرة على الصحة وتعطيل الخدمات الصحية الأساسية بشكل خطير.
كما تشكل الأمراض المنقولة بالغذاء عبئاً كبيراً على الصحة العالمية.
إضافة إلى ذلك، تظهر تهديدات معدية جديدة وعالية الخطورة منقولة من الحيوان إلى الإنسان أو عبر النواقل، مثل فيروسات كورونا، الإيبولا، زيكا، وإنفلونزا الطيور.
تتعرض الحدود بين الإنسان والحيوان والبيئة لضغط شديد، نتيجة نقص الاستثمار في إجراءات السلامة البيولوجية وتقليل المخاطر، وضعف قدرات التشخيص والتقييم في كل من القطاعات البيطرية والبشرية، وعدم كفاية إجراءات الاستجابة السريعة والاحتواء.
سلّطت جائحة «كوفيد-19» الضوء على هشاشة الأنظمة الصحية؛ إذ أبلغت 90٪ من الدول عن اضطراب في الخدمات الصحية الأساسية، وتراجعت تغطية التطعيم الروتيني لأول مرة منذ ثلاثة عقود؛ وفقد 20 مليون طفل جرعات اللقاح عام 2022 وحده.
كان لإغلاق المدارس تأثير مدمر على التغذية وحماية الأطفال والصحة النفسية والاجتماعية.
وتعرضت الجراحات الأساسية، وخدمات النساء والمواليد والأطفال والمراهقين، وخدمات جميع الأمراض – السارية وغير السارية والنفسية – لاضطرابات واسعة.
كما سلطت الجائحة الضوء على فجوات الوصول إلى المنتجات الصحية الآمنة والفعالة والميسورة التكلفة، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ما تزال الأنظمة الصحية تعاني من «ندوب» الجائحة، خصوصاً القوى العاملة الصحية، والتي قد تواجه نقصاً يصل إلى 10 ملايين عامل بحلول عام 2030.
يُقدّر أن مليار شخص يتلقون خدمات صحية من مرافق بلا كهرباء أو كهرباء غير مستقرة، و1.7 مليار يعتمدون على مرافق تفتقر إلى خدمات المياه الأساسية.
كما تراجعت نفقات الصحة الحكومية، التي ارتفعت 25٪ خلال الجائحة، بسرعة في عام 2022، ما أدى إلى تجميد ميزانيات الصحة رغم تراكم الخدمات المتأثرة.
ازدادت الضغوط على الأنظمة الصحية بسبب الهجرة، وارتفاع الكوارث الطبيعية والإنسانية، وتصاعد الهجمات غير المقبولة على العاملين والمرافق الصحية، والتي تؤثر بشكل غير متناسب على العاملات النساء.
ترتبط الصحة والرفاه ارتباطاً وثيقاً بالتقدم في أهداف التنمية المستدامة، ومحددات الصحة وعوامل الخطر.
عدم التقدم نحو المساواة بين الجنسين وعدم إعطائها الأولوية يتركان آثاراً سلبية كبيرة على:
-
صحة النساء والفتيات ورفاههن،
-
قدرة الأنظمة الصحية على ضمان حصولهن على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية،
-
تمكين النساء العاملات في الصحة والرعاية.
تمثل النظم الغذائية غير الصحية وسوء التغذية الآن نحو ثلث العبء العالمي للأمراض.
يعاني مليار شخص حول العالم من السمنة، ما يسهم في مجموعة كبيرة من الأمراض غير السارية والاضطرابات النفسية.
التقدم المحدود في الحد من التقزم والهزال بين الأطفال مهدد بسبب التحول المعقد نحو نظم غذائية مستدامة، والنزاعات، وزيادة انعدام الأمن الغذائي: 735 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن و333 مليون شخص واجهوا انعدام الأمن الغذائي الحاد عام 2023.
رغم إحراز تقدم في الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، يفتقر 2.2 مليار شخص لمياه شرب آمنة، و3.5 مليار لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الآمن.
بالإضافة إلى ذلك، رغم تحسن محدود في جودة الهواء، لا يزال 2.3 مليار شخص يعتمدون على وقود وتقنيات ملوثة للطهي، و99٪ من سكان العالم يعيشون في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء الحدود الموصى بها من منظمة الصحة العالمية.




