الطلبة والجامعات: صُنّاع «القوة الوطنية» في نظر قائد الثورة الإسلامية

اللقاءات السنوية لقائد الثورة الإسلامية مع الطلاب ومسؤولي التنظيمات الطلابية تعدّ من أهم الفرص لبيان خارطة طريق الحركة الطلابية والردّ على التحديات الفكرية والسياسية الراهنة. وفي هذه اللقاءات، يَعرض سماحته خطاب الثورة الإسلامية، ويُبيّن واجبات الجامعات والطلاب والتنظيمات الطلابية في سبيل تعزيز هذا الخطاب. وفي ختام هذه اللقاءات يقدّم توصياته ويطرح مطالبه من الطلاب. ويمكن دراسة أبرز توصياته ومطالبه خلال السنوات الأخيرة من الجامعات والطلاب والتنظيمات الطلابية على النحو الآتي:

دور وأهمية ورسالة الجامعة

إنّ أهم مطالبة لقائد الثورة الإسلامية من الجامعات هي الاهتمام بمسألة العلم، إذ يعتبر العلم أساساً للقوة الوطنية وضرورة لحلّ مشكلات البلاد وتلبية احتياجاتها الأساسية. ومن هذا المنطلق، يرى أنّ من مسؤوليات الجامعات الأساسية استقطاب الطلاب في التخصصات التي يحتاجها البلد وتوفر لهم فرص العمل بعد التخرّج.

كما يطالب الجامعات بأن تضطلع بدورٍ فعّال في التقدّم العلمي للبلاد، ويوصي قائلاً:
«اجلسوا وفكّروا؛ فالفكر يحدد الواجبات والمحظورات. اعملوا في مسار التقدّم العلمي للبلاد، فهذا واجب وطني وثوري».

ويطرح سماحته أفقاً واسعاً وطموحاً للعمل العلمي في الجامعات، وهو أن يصل التقدّم العلمي في البلاد إلى حدّ أنّ من يريد الاطلاع على أحدث الإنجازات العلمية العالمية ينبغي له أن يتعلم اللغة الفارسية.

ويرى سماحته أن نجاح الجامعات في أداء هذه المهام الحساسة مرهون بوجود بيئة نامية وصحيّة داخلها، ويؤكد أن التمسك بالقيم الإسلامية والالتزام بالضوابط الشرعية ــ بما في ذلك الحجاب ومسافة الفصل بين الرجل والمرأة ــ يُعدّ شرطاً لإيجاد بيئة آمنة ومثمرة للعمل العلمي. ويقول في ذلك:
«أرجو من مسؤولي الجامعات ورؤسائها، وكذلك من مديري الوزارات المعنية، بل ومن الطلاب أنفسهم ـ لا سيما الطالبات ـ أن يهتموا بالحجاب ومسألة الفصل بين الرجل والمرأة الموجودة في الإسلام، وأن يلتزموا بالضوابط الشرعية داخل الجامعة».

دور ومسؤوليات الطالب

من أهم مطالب قائد الثورة الإسلامية من الطلاب: التقوى، وبناء الذات، والمحافظة على روح الأمل في النفس والمجتمع. ولذلك يوصي الطلاب بتعزيز أسسهم الدينية، والأنس بالقرآن، والصلاة في أوّل وقتها، والخشوع فيها. ويؤكد أن على الطلاب أن يحفظوا أنفسهم من اليأس والركود؛ لأنّ اليأس لا يضعف دور الطالب فحسب، بل يبطّئ محرّكات التقدّم في المجتمع كلّه ويترك تأثيرات سلبية واسعة.

ويشجع سماحته الطلاب على القراءة، ويدعوهم إلى إطلاق نهضة للكتاب، ووضع برامج وفهارس مطالعة، وتشكيل هيئات تفكير وورش معرفية.

ويوصي الطلاب بتوسيع جبهة الثورة بدلاً من إقصاء رفاقهم على الرغم من اختلاف وجهات النظر، وأن يعملوا على تعزيز قدرتهم على الجذب والتأثير لاستقطاب المزيد من الطلاب إلى جبهة الثورة.

وبناءً على مطالب سماحته، يجب على الطلاب أن يتحلّوا بـ:
القوة المعنوية، والبصيرة السياسية، والوعي، ومعرفة القضايا، والوحدة، والقدرة العلمية، وتحمل المسؤولية، وأن يكونوا في الخط الأمامي للدفاع عن خطاب الثورة الإسلامية وتبيين مبادئها كـ مناهضة الاستكبار والعدالة، وأن يسيروا في طريق التقدّم العلمي لأنفسهم ولمجتمعهم.

دور التنظيمات الطلابية

يرى قائد الثورة الإسلامية أنّ التنظيمات الطلابية قادرة على أن تكون محركات للحركة الطلابية وأن تُحدث تحولاً من خلال نشاطات جهادية منسجمة مع أهداف الثورة والنظام. ويعتبر وجود هذه التنظيمات من أكبر الفرص للبلاد، ويوصيها بتعزيز بنيتها الدينية والثورية.

ويرى أن حضور التنظيمات بين جموع الطلاب فرصة وتكليف في الوقت نفسه، ويمكنها من خلال العمل الجادّ، والتخطيط، وصناعة الخطاب أن تؤثر فكرياً ودينياً وتحلّ العقد الفكرية لدى الطلاب.

كما يوصي هذه التنظيمات بأن تتعامل مع القضايا الأساسية للنظام من خلال التفكير، والمناقشة، وتشكيل مجموعات عمل نشِطة، وإقامة منصات للحوار الحرّ، وتقديم حلول قوية ومدروسة. كما يشجعهم على تشكيل مجموعات علمية، والتعاون مع الشركات المعرفية، وتأسيس مجموعات جهادية لتنفيذ تلك الحلول عملياً.

ويوصي التنظيمات الطلابية بالاهتمام بالقضايا الدولية وقضايا العالم الإسلامي، وتوسيع نشاطاتها خارج البلاد، وبناء العلاقات مع المجموعات الطلابية في أوروبا ودول المنطقة، لتعريفها بالجمهورية الإسلامية ومساعدتها في نضالها المشروع.

ويحثّهم كذلك على إنشاء شبكة من الكتّاب الطلاب ونشر إنتاجهم في المجلات الطلابية لأداء دور فاعل في جهاد التبيين.

وتُظهر هذه المطالب أنّ نظر سماحته إلى التنظيمات الطلابية هو نظر استراتيجي قائم على صناعة الخطاب، ويتوقع منهم أن يكونوا في الخط الأمامي فكرياً وثقافياً وسياسياً وأن يؤدّوا دوراً مؤثّراً في حلّ المشكلات الفكرية للطلاب داخل البلاد وخارجها.

المصدر: تسنيم