جدول أعمال عالمي للأعوام 2025–2028: تعزيز وتقديم وحماية الصحة «الجزء الثانی»

تغيّر المناخ والصحة
يستجيب هذا الهدف الاستراتيجي للتهديد المتزايد الذي يمثله تغيّر المناخ على الصحة في القرن الحادي والعشرين. إذ يضعف تغيّر المناخ محددات الصحة، ويزيد من هشاشة نظم الصحة وضعفها (مثل الأضرار المباشرة التي تلحق بالمرافق وانقطاع تقديم الخدمات)، ويُفاقم التهديدات الأخرى التي تطال خدمات الصحة، ويزيد من عبء الأمراض المنقولة بالنواقل وغيرها من الأمراض الحسّاسة لتغيّر المناخ، كما يوسع فجوات عدم المساواة في الصحة، بحيث تتأثر الفئات الهشة والدول المحرومة بشكل غير متناسب بالآثار المباشرة وغير المباشرة له.
هذا الهدف يعترف بالدور المحوري لمنظمة الصحة العالمية والفاعلين في قطاع الصحة في إنتاج وتعزيز التدخلات القائمة على الأدلة لمواجهة المخاطر الصحية المرتبطة بتغيّر المناخ، وضمان أن تسهم تدابير التكيّف والتخفيف في تعزيز نظم صحية مرنة، وتعزيز الصحة والرفاه لجميع الناس.
إن تزايد الإلحاح السياسي للتحرك في مواجهة تغيّر المناخ يتيح فرصة مهمة لتحسين الصحة من خلال ضمان نظم صحية مرنة إزاء تغيّر المناخ وبيئة مستدامة، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وحماية الطبيعة، وحماية الصحة من الطيف الواسع للآثار الحالية والمستقبلية لتغيّر المناخ، بما في ذلك النزوح وفقدان سبل العيش.
ويضع هذا البرنامج التحولي الصحة والرفاه في صميم الجهود الرامية إلى حماية الكوكب وسكانه، والانتقال نحو الطاقة الأنظف، والأنظمة الغذائية، وأنظمة النقل والتنقّل الأكثر صحة واستدامة. ومن خلال ذلك، يُسهِم أيضاً في إيجاد التآزر بين أجندات التكيّف والتخفيف (مثل كون النظم الصحية منخفضة الكربون قادرة على تعزيز القدرة على الصمود أمام تغيّر المناخ).
كما يضع العملُ الصحةَ والرفاه في مركز الجهود الهادفة إلى حماية الأشخاص في الأوضاع الهشة والمهمّشة، بما في ذلك النساء والأطفال والمراهقون، والأشخاص ذوو الإعاقة، والسكان الأصليون، فضلاً عن المهاجرين والنازحين وكبار السن. وتدعم هذه الأجندة نهج “الصحة الواحدة” المعزَّز.
النتيجة المشتركة 1.1: نظم صحية أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغيّر المناخ تستجيب للمخاطر والآثار الصحية
ينبغي أن تكون نظم الصحة قادرة على التنبؤ، والاستجابة، والتعافي، والتكيّف مع الصدمات والضغوط المرتبطة بتغيّر المناخ لضمان قدرة مستدامة على تقديم الخدمات الأساسية. وستُقيّم المخاطر المرتبطة بتغيّر المناخ على النظم الصحية ونتائج الصحة والتغذية وتُدار بشكل منهجي، بما يتماشى مع التقدم نحو التغطية الصحية الشاملة، ونهج الرعاية الصحية الأولية الموسّع، والهدف الاجتماعي الأوسع للتكيّف مع تغيّر المناخ.
وسيُبنى هذا العمل على الأنشطة القائمة لتعزيز الصحة، والمياه، والصرف الصحي، والتغذية، والنظم الغذائية. كما سيُروَّج لاتخاذ القرارات الصحية المستندة إلى المعلومات المناخية، مع إيلاء اهتمام خاص للهشاشات المميزة والآثار غير المتناسبة لتغيّر المناخ على الفئات المحرومة، وكذلك في المناطق ودون المناطق، ولا سيما الدول الجزرية الصغيرة النامية.
وستُصمّم وتُنفّذ وتُرصد خطط التكيّف الصحية الوطنية، المرتكزة إلى السياق المحلي، بمشاركة مجتمعية فعالة، بهدف تعزيز السلوكيات المناسبة ودعمها وإتاحة تنفيذها، وضمان صمود صحة السكان أمام الصدمات والضغوط المناخية بمرور الزمن.
وتشمل هذه النتيجة التدخلات والابتكارات داخل النظم الصحية (مثل تعزيز المرافق الصحية القادرة على الصمود والمستدامة بيئياً، والقوى العاملة المتمكنة في مجال تغيّر المناخ)، والوظائف الأساسية للصحة العمومية (مثل إنشاء نظم للرصد والاستجابة للأمراض تستند إلى المعلومات المناخية، بما فيها الأمراض المنقولة بالنواقل والأمراض المنقولة بالأغذية)، والتعاون مع القطاعات الأخرى لحماية المحددات الأساسية للصحة (مثل تعزيز نظم المياه والصرف الصحي والغذاء القادرة على الصمود).
النتيجة المشتركة 1.2: نظم صحية ومجتمعات منخفضة الكربون تُسهِم في تحسين الصحة والرفاه
ستُطوَّر وتُفصَّل وتُنفَّذ خطط لخفض البصمة الكربونية لنظم الصحة، وسلاسل الإمداد، وخدمات الرعاية الصحية إلى أدنى حد ممكن، مع مراعاة السياقات الوطنية والمحلية، وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية لتوسيع الرعاية الصحية الأولية وتحقيق التغطية الصحية الشاملة، وكذلك الجهود الأوسع للتكيّف والتخفيف من تغيّر المناخ.
وسيُروَّج للعمل على المنتجات الصحية الذكية مناخياً وسلاسل الإمداد الحسّاسة للسياق.




