أخبار العالم

لماذا يتجه الجيل Z إلى استخدام الأدوات والتقنيات التناظرية (الأنالوغ)؟

وفقًا لتقرير صادر عن CNBC، عندما تم تقديم أول آيفون للعالم، كان عمره تسع سنوات فقط، ويتذكر أنه قضى سنوات نموه “تحت قصف لا نهاية له من التكنولوجيا”. في السنوات الأخيرة، وجد غلورفيلد في نفسه وبين أصدقائه ميلاً مشتركًا: أحيانًا كانوا مضطرين لحذف تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مؤقتًا للهروب من سيطرة الشاشات. ويصف هذا الوضع قائلاً: «ساعات طويلة كنت أنظر مباشرة إلى شاشتي؛ حرفيًا ملتصق بالهاتف، أتواصل مع المعجبين والأصدقاء، وهذه المواجهة المستمرة أرهقت روحي وأثارت استيائي العميق».

هذا الشغف للتحرر من الروابط الرقمية والشعور بأنه ليس الصوت الوحيد المتعب من ضجيج التكنولوجيا أشعل فكرة تأسيس Kickback؛ علامة تجارية تهدف إلى كسب قلب جيل Z من خلال إحياء التكنولوجيا القديمة.

تقوم هذه الشركة النيويوركية بطرح مجموعة من مشغلات الأقراص المدمجة والجراموفونات والكاميرات التناظرية ومكبرات الصوت وأجهزة تشغيل الكاسيت في السوق. يشرح غلورفيلد بحماس: «لقد حققنا أكبر نجاح مع المنتجات التي هدفها الرئيسي دعوة الناس للابتعاد عن العالم الرقمي. هذه التجربة النقية والفريدة هي التي لم يتمكن جيلنا من تذوقها حتى الآن».

الحقيقة أن الشباب اليوم يبحثون أكثر من أي وقت مضى عن الابتعاد عن هيمنة التكنولوجيا. في تقرير “مستقبل الصحة 2025” الصادر عن المؤتمر العالمي للصحة، تم تسليط الضوء على الانجذاب نحو التكنولوجيا القديمة والتناظرية كأحد الاتجاهات السائدة لعام 2025.

هذا الاتجاه دفع جيل Z والشباب من جيل الألفية إلى اللجوء إلى أدوات كانت قد استُبدلت منذ زمن طويل بالهواتف الذكية. تقول بث ماكغروارتي، مديرة الأبحاث في المعهد العالمي للصحة: «قد يكون هذا الاتجاه أكثر من مجرد حنين إلى الماضي، بل ينبع من رغبة الإنسان العميقة لتجربة الأشياء الحسية والواقعية».

وتوضح: «تشير الدراسات إلى أن الإنسان مبرمج بالفطرة منذ بداية حياته للمس الأشياء والشعور بها. أعتقد أن هذا نوع من التمرد ضد العالم الرقمي غير الملموس، ويعكس رغبة عميقة نحو الأدوات والأشياء المادية التي يمكن لمسها».

وتشير ماكغروارتي إلى أنه مع تركيز الموسيقى والاتصالات والترفيه والعمل في نفس الجهاز الذي يحدق فيه الناس طوال اليوم، يسعى الشباب بشكل متزايد للابتعاد عن سيل المعلومات الميتة والمستمر. وتضيف محذرة: «عندما ننظر إلى الوقت الذي قضاه جيل Z أمام الشاشات، ندرك أنه يعادل تقريبًا حياة كاملة».

منذ بدء Kickback العام الماضي، حققت العلامة التجارية إيرادات تزيد عن 500 ألف دولار. ويعتقد غلورفيلد أن هذا النجاح يعود إلى رغبة جيل Z القوية في مقاومة العالم الرقمي المتكامل الذي نشأوا فيه، وحلها يكمن في العودة إلى الأدوات البسيطة والوظيفية. ويقول: «هناك شعور ممتع وهادئ في التجول بالكاميرا والتركيز فقط على التقاط الصور، دون إغراء بالغوص في الهاتف أو التحقق من البريد الإلكتروني».

يقول آدم فورست، مدير موقع Retrospekt المتخصص في التكنولوجيا الرجعية، إن الأجهزة المتقدمة جعلت الحياة أسهل، لكنها أيضًا خلقت عالمًا مثاليًا لكنه بلا روح ومعقم. ويبيع فورست عبر موقعه كاميرات بولارويد وأجهزة Game Boy وآلات كاتبة، موضحًا: «أعتقد أن التجارب الحسية مهمة جدًا للناس. كلما أصبحت الأمور أسهل، زاد تقدير الناس للتجربة، حتى لو كانت أحيانًا صعبة أو مزعجة».

يحقق Retrospekt مبيعات سنوية تصل إلى 8 ملايين دولار، ومعظم عملائه تتراوح أعمارهم بين 13 و39 عامًا. ويؤمن فورست أن التقدم التكنولوجي، رغم فوائده العديدة، لا يعوض عن التركيز الكامل للحياة في العالم الرقمي والاعتماد المطلق على جهاز واحد. ويضيف: «عندما يحرم الإنسان نفسه من القدرة على لمس الأشياء والعمل بها، مثل الكاميرات والجراموفونات، فهو في الحقيقة يخالف الطبيعة الإنسانية». ويختم بالقول: «امتلاك شيء مادي يعطي شعورًا فريدًا ومعنى عميقًا؛ شيء لن نكون مستعدين للتخلي عنه. كلما ابتعدت هذه الأشياء عن متناولنا، زادت قيمتها».

المصدر: دنياي اقتصاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى