أخبار إيران

عملية جوية واسعة للقوة الجوفضائية للحرس الثوري من أجل تلقيح السحب

في إطار برامج تعزيز الهطولات في المناطق المهيّأة داخل البلاد، تمكنت القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الإسلامية خلال الساعات الـ48 الماضية من تنفيذ 8 طلعات جوية متخصصة لتلقيح السحب الباردة؛ وهي عمليات أُنجزت ــ وفقًا لتقارير الفرق الفنية والجوية ــ بتنسيق كامل ونتائج إيجابية.

وبحسب المعلومات الواردة، فقد نُفِّذت اليوم (19 آذر 1404) ثلاث طلعات تلقيح سحب كان محورها الرئيس حوض بحيرة أرومية. وقد خُصِّصت طلعتان لمنطقة أرومية بهدف الاستفادة القصوى من السحب الباردة المهيّأة وتعزيز الهطولات في هذا الحوض المائي الحساس. وفي الوقت نفسه، غطّت طلعة أخرى محافظات طهران والبرز وزنجان وقزوين، وذلك بهدف استغلال الفرص الجوية المتاحة في النطاقين المركزي والشمالي من البلاد لزيادة كميات الأمطار. كما شملت الطلعات الثماني تنفيذ عمليات تلقيح السحب في محافظة يزد، بما يوسّع نطاق تعزيز الهطولات ليشمل المناطق الوسطى والصحراوية.

ويقول المسؤولون عن تنفيذ العمليات إن هذه الطلعات جرت بعد توقعات جوية دقيقة ورصد لحظي للسحب المهيّأة. وفي هذا السياق، أوضح المهندس سيد حامد طباطبائي، مسؤول فريق تلقيح السحب الباردة، في وقت سابق أن فريق التنبؤ يحدد عادةً المناطق ذات الأولوية قبل يوم إلى يومين من الطلعات، ثم يدخل فريق العمليات في حالة استعداد.

وأضاف أن توجيه الطلعات وتوقيت الإطلاق يتمان لحظة بلحظة استنادًا إلى البيانات الحسية داخل السحابة، حيث يكون قائد العملية على اتصال مباشر مع الطيار لتحديد المسار والارتفاع ولحظة بدء الإطلاق واستمراره.

وتتمثل النقطة البارزة في العمليات الأخيرة، إضافةً إلى نطاقها الجغرافي، في طبيعتها المعقدة واعتمادها الكبير على المهارة. فتلقيح السحب الباردة ــ خلافًا للطلعات العادية التي تنفذ غالبًا فوق مستوى السحب ــ يتطلب دخول الطائرة إلى داخل السحب والتحرك فيها بشكل مضبوط، وهو ما يستلزم مهارة طيران عالية، وسيطرة كاملة في ظروف الرؤية المحدودة، وقدرة على اتخاذ قرارات لحظية داخل السحاب. ولذلك، فإن دور القوة الجوفضائية للحرس الثوري ومستوى كفاءة الطيارين يعدّان عاملين رئيسيين في نجاح الطلعات الأخيرة.

ويؤكد خبراء المناخ والمياه أن تلقيح السحب الباردة، إذا نُفّذ في الوقت والمكان المناسبَين وبدقة عالية، يمكن أن يشكل أداة مساندة فعّالة ضمن منظومة إدارة الموارد المائية، خاصةً في أحواض مثل بحيرة أرومية، حيث يمكن لأي زيادة في الهطولات أن تسهم في مسار الإحياء واستدامة النظام البيئي للمنطقة.

وبحسب المصادر التشغيلية، ستُعلَن النتائج النهائية لهذه الطلعات الثماني بعد تسجيل بيانات الهطولات ورصدها ومقارنتها مع النماذج التنبؤية، وذلك ضمن تقرير التقييم النهائي.

المصدر: تسنيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى