محاولة ترامب لتفريق أوروبا وإضعافها

كتبت صحيفة ستاندرد في مقال لها أن عدم دعم دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، للأوروبيين لم يعد خبراً جديداً.
خلال فترة رئاسته الأولى، ضغط ترامب على الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو لزيادة نفقاتهم العسكرية لتخفيف العبء عن الولايات المتحدة.
وأوروبا ليست في وضع أفضل في الاستراتيجية الأمنية التي نُشرت مؤخراً لفترة رئاسة ترامب الثانية. حيث تزعم هذه الاستراتيجية أن حرية التعبير في القارة محدودة وأن العمليات الديمقراطية تتعرض للإضعاف.
تشير الاستراتيجية أيضاً إلى أن الولايات المتحدة تريد دعم المقاومة ضد المسار الحالي في الاتحاد الأوروبي وتؤيد زيادة عدد الأصوات للأحزاب القومية، أي الأحزاب اليمينية.
وبحسب هذه الاستراتيجية، تواجه أوروبا مشاكل تتعلق بالهجرة وانحلال الحضارة.
وقد أوردت بعض وسائل الإعلام نسخة موسعة من الاستراتيجية الأمنية الأمريكية — لم تُنشر بعد لكنها متاحة عبر منصة Defense One — والتي تدعو لتعزيز التعاون مع الدول المتفقة مع الولايات المتحدة، بما في ذلك النمسا، إيطاليا، المجر وبولندا. وتزعم هذه الاستراتيجية أن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة سيؤدي إلى انفصال هذه الدول عن الاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت ذاته، سعت اليمين المتطرف في النمسا خلال السنوات الأخيرة للتواصل مع الجمهوريين الأمريكيين. على سبيل المثال، شارك هارالد ويليمسكي، وماكسيميليان كراوس، وجيرالد غروس في نهاية عام 2022 في الاحتفال السنوي لنادي الجمهوريين الشباب في نيويورك، وهو نفس النادي الذي أثار ضجة قبل أسابيع بسبب رسائل عنصرية.
وقد زار ويليمسكي، زعيم وفد حزب FPÖ في البرلمان الأوروبي، نيويورك العام الماضي لحضور تجمع انتخابي ضخم لترامب، ومنذ ذلك الحين قدم نفسه مراراً كداعم لترامب. وحتى يوليو الماضي، وصف الولايات المتحدة بأنها “الرابح الأكبر” من خلافات الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد فرض ترامب رسوماً بنسبة 15% على منتجات الاتحاد الأوروبي.
وزارة الخارجية النمساوية اعتبرت هذه الاستراتيجية جرس إنذار جديد لأوروبا، داعية إلى تعزيز الاعتماد على الذات في الأمن والدفاع.
وفي الوقت ذاته، يسعى حزب البديل لألمانيا إلى تعزيز علاقاته مع الأفراد المتفقين مع الولايات المتحدة، حيث يزور ماركوس فرونماير، المتحدث باسم السياسة الخارجية للحزب اليميني المتطرف، الولايات المتحدة حالياً، ويلتقي بأعضاء الكونغرس الجمهوري ومسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، كما سيحضر الاحتفال السنوي لنادي الجمهوريين الشباب في نيويورك كضيف شرف.
السبب وراء عدم تضمين بعض عناصر هذه الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الطويلة في النسخة الرسمية غير واضح، وكذلك مدى تأثير الرئيس الأمريكي على مسودة هذا الوثيقة. ومع ذلك، من الواضح أن ترامب يدعم الفلسفة الأساسية لهذه الاستراتيجية.
في مقابلة مع بوليتيكو، وصف ترامب القادة الأوروبيين بالضعفاء، وقال إن سياساتهم الهجرة الميسرة تدمر دولهم، مشيراً فقط إلى رئيس وزراء المجر اليميني فكتور أوربان كنموذج إيجابي.
تقرير أمني دنماركي نُشر الأربعاء أشار لأول مرة بشكل سلبي إلى الولايات المتحدة، موضحاً أنها تستخدم قوتها الاقتصادية والتكنولوجية كأداة للضغط، حتى على الحلفاء والشركاء، وأن هذا قد يزيد من الهجمات المختلطة الروسية ضد الناتو، داعياً الدول الأوروبية لتسليح نفسها والتعاون بشكل أوثق.
وبالتالي، توضح النسخة غير المنشورة والموسعة للاستراتيجية الأمنية الوطنية الأمريكية إجراءات لتقويض الاتحاد الأوروبي، وتشير إلى النمسا والمجر وإيطاليا وبولندا كشركاء محتملين لتعزيز التعاون معهم بهدف فصلهم عن الاتحاد الأوروبي، ودعم الأحزاب والحركات التي تحافظ على الحياة التقليدية الأوروبية ولكنها صديقة للولايات المتحدة.
كما تذكر الوثيقة خطة لإنشاء مجموعة دولية جديدة (Core 5) باستثناء دول الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، اليابان والهند.
المصدر: تسنيم




