مَأْسَسَةُ الاقتصاد الشَّعبي (الجزء السادس)

أمیرحسین خدائي، باحث

مأسسة الاقتصاد الشعب (10)

الاقتصاد الشعبي؛ سلّم لتقليص الشرائح المحرومة وتعزيز المشاركة العامة

ظلّ الاقتصاد الإيراني لسنوات يتأرجح بين نهجين رئيسيين: الاقتصاد الحكومي والخصخصة.
فالاقتصاد الحكومي، رغم سعيه إلى الاستقرار ودعم الفئات الضعيفة، وقع عمليًا في فخ البيروقراطية الثقيلة وعدم الكفاءة والفساد البنيوي.
أما الخصخصة، التي استهدفت رفع الكفاءة والتنافسية، فقد أدّت في كثير من الحالات إلى تركّز الثروة بيد فئات محدودة، دون استفادة عامة الناس.

في هذا السياق، يبرز تعميم الاقتصاد بوصفه نهجًا ثالثًا مكمّلًا، يحوّل الناس من مجرد مستهلكين إلى مستثمرين، وصنّاع قرار، وشركاء حقيقيين في الاقتصاد.

مفهوم سلّم المشاركة

يُجسّد سلّم المشاركة المسار التدريجي لتعميم الاقتصاد.
تبدأ مراحله بالتوعية والإعلام حول الفرص الاقتصادية، ثم الانتقال إلى المشاركة في اتخاذ القرار والاستثمار الجماعي، وصولًا إلى الملكية الحقيقية للمشاريع وتحقيق عوائد مستدامة.
ويؤدي هذا المسار إلى تقليص الشرائح المحرومة، عبر تحويل الناس من متلقين إلى فاعلين اقتصاديين.

أنواع الصناديق التشاركية

• صناديق خلق فرص العمل: تجميع المدّخرات الصغيرة لتوفير وظائف مستدامة.

• صناديق المشاريع: المشاركة في مشاريع الطاقة، الصناعة، البنية التحتية، والإسكان، وتقليل تصدير المواد الخام.

• صناديق البحث والتكنولوجيا: ربط البحث العلمي بالصناعة، وتمويل الابتكار، وإنشاء شركات قائمة على المعرفة.

• صناديق الاستثمار: إتاحة الاستثمار المنتج للفئات المختلفة بإدارة مهنية ومخاطر منخفضة.

التيسير والمشاركة السريعة

تصميم آليات بسيطة وشفافة لتمكين الناس من المشاركة في مشاريع صغيرة ذات أثر مباشر.

مؤسسات التعاون

تُعدّ مؤسسات التعاون حلقة وصل أساسية بين الناس والاقتصاد عبر:

• الإلزام القانوني بالمشاركة

• إدارة مهنية وشفافة

• نشر ثقافة التعاون والانتماء الاجتماعي

الأولويات الاجتماعية

دعم الشباب، المتقاعدين، الأزواج الجدد، العمال، والفئات منخفضة الدخل للمشاركة في مشاريع منخفضة المخاطر وتحقيق دخل مستدام.

التثقيف الثقافي

لا ينجح تعميم الاقتصاد دون ترسيخ ثقافة المشاركة، حيث تلعب وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية دورًا محوريًا.

تمكين التجارة الصغيرة

دعم المشاريع الصغيرة، وإزالة الوسطاء، وتطوير منصات البيع المباشر والتعاونيات.

العوائق والحلول

• الشفافية والبيانات المفتوحة

• الرقمنة وتقليل الفساد

• تعزيز المنافسة والتعاونيات

• الرقابة الشعبية والإعلامية

الخلاصة

إن تعميم الاقتصاد، عندما يُنفّذ بشكل منهجي قائم على المشاركة، الصناديق التعاونية، التمكين الثقافي، والتكنولوجيا الحديثة، يمكن أن يتحول إلى استراتيجية عملية لتقليص الفوارق الاجتماعية وتحويل التنمية إلى حراك شعبي شامل.

الخلاصة الفكرية:
الحكمة تقود دائمًا إلى مرافقة الحق.