جدول أعمال عالمي للأعوام 2025–2028: تعزيز وتقديم وحماية الصحة «الجزء االثالث عشر»

تنفيذ جدول أعمال مشترك للصحة العالمية خلال الفترة الممتدة لأربع سنوات من 2025 إلى 2028

حددت المشاورات مع الدول الأعضاء والشركاء والجهات الرئيسية خمس قضايا محورية متكررة تُعد أساسية لنجاح جدول أعمال مشترك يهدف إلى تحقيق أثر قابل للقياس على الصحة والرفاه العالميين خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2028، بما في ذلك في سياق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالصحة. وتعكس هذه القضايا إما نُهجًا تنفيذية رئيسية يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ضرورية لتحقيق أهداف برنامج العمل العام الرابع عشر (GPW 14) (مثل الرعاية الصحية الأولية والشراكات المعززة)، أو تؤكد الالتزامات والأولويات الوطنية والدولية القائمة لتعزيز الوصول العادل إلى خدمات الصحة (مثل المساواة بين الجنسين، والإنصاف الصحي، والحق في الصحة).

وتشكل هذه القضايا مجتمعة المبادئ الأساسية لتحقيق الأثر المتوقع في GPW 14، وهي كما يلي:

أ. توسيع نطاق نهج الرعاية الصحية الأولية لدفع كل من التغطية الصحية الشاملة وأمن الصحة، من خلال تعزيز رعاية عادلة، وميسورة التكلفة، ومتكاملة، ومتمحورة حول الناس، ولا سيما للفئات المحرومة والأشخاص الذين يعيشون في أوضاع هشة أو مهمشة، بما في ذلك في حالات الطوارئ والبيئات الهشة؛

ب. احترام القيادة الوطنية وتمكين الهياكل والعمليات والقدرات الخاصة بحوكمة الصحة، بما يضمن تنسيق العدد الكبير من الجهات الفاعلة في مجال الصحة والقطاعات المرتبطة بها على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، سواء من القطاع العام أو من الجهات غير الحكومية، بدءًا من الوكالات الدولية وصولًا إلى منظمات المجتمع المدني المحلية؛

ج. الحفاظ على تركيز لا يتزعزع على تحقيق أثر قابل للقياس على مستوى البلدان، من خلال اعتماد نُهج تعزز المساءلة البرنامجية وترسّخ ثقافة وممارسات رصد التقدم مقارنة بالمؤشرات والأهداف، وبما يتكامل تمامًا ويتماشى مع الأولويات الوطنية؛

د. تعزيز المساواة بين الجنسين، والإنصاف الصحي، والحق في الصحة للتغلب على عوائق الصحة والرفاه للجميع، من خلال ضمان إدماج هذه الاعتبارات في جميع نتائج GPW 14، ولا سيما في مجالات القيادة الصحية والمناصرة، وتخطيط البرامج وتنفيذها، والبيانات والقياس، وإعداد التقارير، وسياسات وممارسات القوى العاملة؛

هـ. تعزيز وتوسيع الشراكات، ومشاركة المجتمعات، والتعاون متعدد القطاعات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية من أجل تحسين حوكمة الصحة العالمية، وتنسيق السياسات، والعمل المشترك بين جميع الجهات المعنية بالصحة، بما في ذلك المنظمات الدولية، والمجتمع المدني، والشباب، والمراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية، والقطاع الخاص، والبرلمانيين، والجهات المانحة والمؤسسات الخيرية، والشعوب الأصلية، والمؤسسات الأكاديمية.

يشكل الجمع بين هذه المبادئ والنُهج جوهر نظرية التغيير الأوسع التي يقوم عليها GPW 14، كما هو موضح أدناه.

نظرية التغيير لبرنامج العمل العام الرابع عشر (GPW 14)

يتطلب تحقيق النتائج المشتركة لـ GPW 14 عملاً جماعيًا من الدول الأعضاء، وأمانة منظمة الصحة العالمية، والشركاء، والجهات الرئيسية. وتوضح نظرية التغيير الشاملة (انظر الشكل 3 أدناه) على المستوى الاستراتيجي كيف سيسهم عمل ودور الأمانة الفريد في هذا العمل الجماعي لتحقيق النتائج، والأهداف الاستراتيجية، والتأثيرات المتوخاة من GPW 14.

وتلخص نظرية التغيير ما يلي:
(أ) المشكلات التي سيتصدى لها GPW 14 (أي بيان المشكلة؛ انظر القسم 1 أعلاه)؛
(ب) المبادئ والنُهج التي توجه الاستراتيجية، كما تنعكس في القضايا المشتركة التي تم تحديدها من خلال عملية التشاور؛
(ج) مسارات التغيير الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، والمتوافقة مع الوظائف الأساسية للمنظمة، والتحولات الاستراتيجية في GPW 13، والنتائج التنظيمية لـ GPW 14، لتيسير التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة (انظر القسم 3 أدناه)؛
(د) الإجراءات الحاسمة التي يجب على الدول الأعضاء، والشركاء، والجهات الرئيسية اتخاذها لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والنتائج المشتركة لـ GPW 14.

ويستند تنفيذ هذه النظرية وتحقيق النتائج المشتركة لـ GPW 14، ولا سيما في السياق الصعب للفترة 2025–2028، إلى الحاجة إلى بيئة تمكينية تُنسّق الالتزامات، والتدخلات، والإجراءات، والتمويل، والمؤسسات الرئيسية مع جدول أعمال الصحة العالمية هذا. وفي هذا السياق، يتطلب الأمر عملاً جماعيًا من الدول الأعضاء، والشركاء، والجهات الرئيسية في أربعة مجالات رئيسية، منها:

أ. إعادة تأكيد الالتزامات المتعلقة بالصحة والرفاه والأهداف الدولية المتفق عليها، مثل أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة بالصحة، بما في ذلك أهداف مكافحة الأمراض، وأهداف القضاء والاستئصال، ورصدها على أعلى المستويات السياسية والتنظيمية لضمان الاتساق وأعلى مستوى من الدعم لهذا الجدول العالمي للصحة على مدى أربع سنوات؛