المحور الثالث: مواقف أنصار الله في معركة غزة: انعكاس المكانة العالمية لليمن «الجزء الرابع»

القسم السياسي:
الرابع: محتوى الرسائل: وحدة العقيدة وتكامل الأدوار
ما يميز رسائل السيد الحوثي هو أنها لا تقتصر على تقوية المحاور داخل محور المقاومة فحسب، بل تسهم في توحيد الرؤية، تقسيم العمل، وتكامل الأدوار.
لا يقدم اليمن كبديل لأحد، ولا يضع نفسه في المركز، بل يؤمن بأن:
- إيران هي الدعامة العقائدية والمادية للمقاومة،
- لبنان يمثل تجربة حية في الصمود والدقة،
- غزة روح المواجهة المباشرة مع العدو،
- واليمن الجبهة الجنوبية، الجانب البحري، والدعم اللامحدود.
وبهذا المعنى، أصبحت رسائل السيد الحوثي خطابًا للقيادة الاستراتيجية في محور المقاومة، وتعكس عقلًا جمعيًا يرى الصراع مع النظام الصهيوني وأمريكا كمعركة حضارية مستمرة، لا مجرد جولات موسمية.
الخامس: توحيد المصطلحات… لغة واحدة في محور واحد
من أبرز سمات رسائل السيد الحوثي اهتمامه بوحدة المفردات والمصطلحات في خطاب المقاومة:
- عدم الاعتراف بإسرائيل: يسميها دائمًا «النظام الصهيوني»،
- عدم فصل القضايا: فلسطين، إيران، لبنان، العراق، اليمن… كلهم معركة واحدة،
- عدم الطائفية في الخطاب: يخاطب الأمة كلها دون الإشارة إلى مذهب أو عرق،
- عدم الاعتراف بالشرعية الدولية الظالمة: الشرعية تنبع من الحق، لا من مجلس الأمن.
تدل هذه اللغة الموحدة على وعيه بأن توحيد الخطاب ضروري لتوحيد الساحة، وتقدم نموذجًا للقيادة ليس للانفراد بالسلطة أو الهيمنة الإعلامية، بل لبناء محور منسجم يملك أدواته ويؤمن بقضيته.
السادس: عبد الملك الحوثي، قيادة تتحدث باسم الأمة
لم تعد رسائل السيد عبد الملك الحوثي مجرد بيانات دعم؛ بل أصبحت ركيزة للتنسيق العقائدي والعملي في محور المقاومة، ومرآة لرؤية يمنية صاعدة تعيد تعريف الانتماء والمكانة والدور.
لا يتنافس مع أحد، ولا يحل مكان أي طرف، بل يملأ الفراغ الذي تركه الخونة، يتحدث حيث ساد الصمت، ويعاهد من يجب أن يفي بالعهد: القدس، طهران، بيروت وغزة.
السابع: تأثير الرسائل في ساحة المقاومة
كان لرسائل السيد الحوثي تأثير عميق في كامل محور المقاومة. فقد شكلت دعوة للوحدة والصمود، وعززت روح المقاتلين في غزة ولبنان وسائر الجبهات. وقد أشارت فصائل المقاومة الفلسطينية، من حماس إلى الجهاد الإسلامي، مرارًا إلى هذه الرسائل كعامل يرفع المعنويات ويثبت العزيمة.
الثامن: مستقبل محور المقاومة في ضوء رسائل الحوثي
من خلال رسائله، يساهم السيد الحوثي في تعزيز التنسيق الحالي، ويرسم أفقًا لمستقبل محور المقاومة: محور تتحد فيه الجبهات، تتكامل فيه الأدوار، ويكون الهدف مشتركًا. وبالتأكيد على الوحدة العقائدية والعملية، يسعى ليوم تتحرر فيه الأمة الإسلامية من التبعية، وتعود القدس إلى مكانتها الأصلية.
الخلاصة: عبد الملك الحوثي، أيقونة زمن المقاومة
بهذه الطريقة، تحولت خطب عبد الملك الحوثي إلى أيقونة في زمن المقاومة؛ رسائل مكتوبة بحبر قرآني وطلقات سيادية، يقول فيها ما لا يجرؤ الآخرون على قوله، ويعد بما لا يجرؤ الكثيرون على وعده، وعندما يحين وقت الوفاء، يفي. من صنعاء إلى غزة، ومن طهران إلى بيروت، رسالته واحدة: «نحن أمة واحدة، وبإرادتنا وإيماننا سنحرر القدس.»