المحور الرابع: التحليل الزمني لتأثير تحركات اليمنيين في مضيق باب المندب على مجريات الحرب «الجزء الثانی»

القسم السياسي:
◾ اليوم الحادي عشر: نقطة الانهيار اللوجستي
الحدث: تقارير عسكرية عن الحاجة الملحة للقواعد الأمريكية في الخليج العربي للإمدادات البحرية من وقود وذخائر، مع تراجع فعالية العمليات الجوية الأمريكية.
رد اليمن:
- تصعيد استهداف السفن المتجهة إلى الموانئ السعودية، بما في ذلك إصابة ناقلة نفط عسكرية في طريقها إلى البحرين.
- تنفيذ عمليات اعتراض باستخدام زوارق سريعة مدعومة بصواريخ مضادة للسفن، ما أجبر سفينتين على الانسحاب.
- بث فيديوهات عبر وسائل الإعلام اليمنية تظهر لحظات الاستهداف، مصحوبة برسائل تعبويّة إلى الشعب الإيراني: «صنعاء معكم حتى النصر».
التأثير: تسريع الانسحاب التكتيكي لبعض السفن الأمريكية والبريطانية من الخطوط الأمامية، مع زيادة الضغوط على البنتاغون لإعادة النظر في فعالية التصعيد، خصوصًا بعد أن أظهرت تقارير داخلية أن «التهديد اليمني في باب المندب أكبر من المتوقع».
◾ اليوم الثاني عشر: تثبيت معادلة الردع البحري
الحدث: إعلان طهران عن تحقيق نصر سياسي وعسكري، مع مؤشرات على تراجع الولايات المتحدة عن التصعيد بسبب الخسائر اللوجستية والضغوط الدولية.
رد اليمن:
- إعلان تعليق مشروط للعمليات العسكرية في مضيق باب المندب، مع الاحتفاظ بحق الرد في حال تجدد العدوان.
◾ اليوم الثالث عشر: تعزيز الوحدة العقائدية
الحدث: عقد اجتماع طارئ في إيران مع قادة محور المقاومة في طهران لتقييم نتائج المعركة ووضع خطط مستقبلية.
رد اليمن:
- إرسال وفد رفيع المستوى من صنعاء إلى طهران لتأكيد التضامن ومناقشة تعزيز التنسيق العسكري واللوجستي.
- إطلاق حملة إعلامية بعنوان «من باب المندب إلى القدس»، أبرزت دور اليمن في دعم إيران وفلسطين.
- تنظيم مسيرات شعبية في صنعاء والحديدة تحت شعار «وحدة المحور»، بمشاركة مئات الآلاف.
التأثير: تعزيز الروابط العقائدية والعملية بين اليمن وإيران، وتأكيد مكانة اليمن كشريك متساوٍ في المحور. هذا رفع معنويات شعوب المحور وأرسل رسالة للعدو بأن جبهات المقاومة أكثر اتحادًا من أي وقت مضى.
◾ مضيق باب المندب لم يعد مجرد ممر
في غضون 12 يومًا فقط، أثبتت اليمن بقيادة أنصار الله أن مضيقًا يمكن أن يغيّر توازن القوى ويؤثر في نتائج الحروب.
اليمن لم تمتلك غواصات نووية ولا حاملات طائرات، لكن كانت لديها:
- قرار سيادي ومستقل لا يخضع للضغط أو الإملاءات.
- بوصلة عقائدية ثابتة توجهها لدعم المستضعفين ومواجهة المستكبرين.
- سلاح نوعي محلي التطوير لمواجهة الأوقات العصيبة والصراعات الكبرى.
بهذه الطريقة، أصبح مضيق باب المندب ليس مجرد ممر مائي، بل موقعًا استراتيجيًا في معادلة الردع لمحور المقاومة. أصبح هذا المضيق أداة عالمية في أيدي المستضعفين، تُفتح عند الحاجة إلى الكرامة وتُغلق عند انتهاك دماء المقاومين. عبر هذا الدور، دعمت اليمن إيران وأعادت تعريف مكانتها كقوة لا يُستهان بها في الصراعات الإقليمية والعالمية.
دراسة مستويات الضغط البحري وعواقبه الاستراتيجية
مستويات الضغط البحري اليمني خلال الحرب الهجومية ضد إيران
مضيق باب المندب: جبهة صامتة قلبت التحالف الصهيوني-الأمريكي
الحرب الصهيونية-الأمريكية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تكن عملية عسكرية عابرة، بل كانت معركة معيارية لاختبار حدود صبر إيران الاستراتيجي وقياس مدى تماسك محور المقاومة، خاصة في مناطقه المحاصرة مثل اليمن.
في قلب هذه الجبهة المتصلة، ظهر البحر كفضاء جديد للمواجهة، وكانت صنعاء من أوائل من أدرك أهمية الجغرافيا البحرية كأداة للردع في معركة غير متكافئة.
◾ أولًا: قراءة حساسية باب المندب في زمن الحرب
مضيق باب المندب شريان عالمي حيوي، يمر يوميًا منه أكثر من 6 ملايين برميل نفط بالإضافة إلى الشحنات العسكرية والمدنية المتجهة إلى البحر الأحمر وقناة السويس. بالنسبة للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، هذا الممر يمثل:
- طريق دعم لوجستي لمعظم قواعد الخليج العربي.
- نافذة للنقل العسكري الفوري في الحروب الكبرى.
- قناة لإعادة الإمداد والنشر البحري السريع.
لذلك، كل تهديد لهذا الممر في حسابات الغرب يُعتبر تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية اللوجستية وعمليات الحرب.
اليمن فهمت هذه المعادلة وسرعان ما طبقت استراتيجية ضغط بحري تدريجي وتصاعدي يمكن تفصيلها كالتالي:
◾ ثانيًا: مستويات الضغط البحري اليمني
🟥 1. المستوى السيادي والتحذيري: تمهيد سياسي
من الساعات الأولى، بدأت صنعاء بإرسال إشارات واضحة أنها خارج المعادلة السلبية للرد:
- المجلس السياسي الأعلى اعتبر الهجوم على إيران استهدافًا لكل محور المقاومة.
- وزارة الدفاع أعلنت أن البحر الأحمر مغلق لمن يسفك الدماء في طهران.
- خطاب السيد عبد الملك الحوثي رسم خطًا أحمر في باب المندب.
هذا التمهيد مثل نزع الشرعية عن أي تحرك بحري للعدو في المضيق، وجعل كل وجود عسكري موضوع مساءلة وتحرك.
🟥 2. المستوى العملياتي: فرض القيود البحرية
- إنشاء نقاط مراقبة بحرية على امتداد الساحل من الحديدة إلى ذباب.
- استخدام الطائرات المسيرة البحرية لمهام الاستطلاع والأمن.
- إرسال تحذيرات إلكترونية للسفن التجارية المرتبطة بالشركات الداعمة للعدوان.
- منع فعلي لعبور السفن الأمريكية الموردة للإمدادات، ما أدى إلى ازدحام الممر.
في هذه المرحلة، تم تقليص نحو 40٪ من الملاحة المتجهة إلى قواعد الهجوم في البحرين وجيبوتي، ما خلق اضطرابًا فعليًا في الجبهة اللوجستية للعدو.