المحور الرابع: التحليل الزمني لتأثير تحركات اليمنيين في مضيق باب المندب على مجريات الحرب «الجزء الثالث»

القسم السياسي:
🟥 3. المستوى الردعي: الهجوم التكتيكي المحدود
- استهداف دقيق للسفن المرتبطة بالعدو الصهيوني باستخدام صواريخ بحرية محلية الصنع.
- بث صور لتجمعات بحرية مسلحة يمنية بالقرب من الممرات الدولية.
- تهديد مباشر من قيادة البحرية اليمنية بتحويل المضيق إلى منطقة اشتباك مفتوحة عند الضرورة.
- تم توثيق ثلاث عمليات: 1. إصابة سفينة دعم لوجستي بالقرب من جزيرة ميون. 2. استهداف بارجة إنزال قرب المخا. 3. عملية مناورة صاروخية أجبرت سفينة تجارية على الانسحاب.
هذا المستوى أكد أن قدرات اليمن لم تعد دفاعية فقط، بل أصبحت ردعية وهجومية، رغم الحصار والجوع.
ثالثًا: التداعيات الاستراتيجية متعددة الأبعاد
تجاوز تأثير إجراءات اليمن الجانب العملياتي ووصل إلى مستويات استراتيجية حساسة:
✅ 1. إفشال تركيز الخليج في المعركة: بفضل الضغط اليمني، اضطر العدو لفتح جبهة بحرية فرعية في البحر الأحمر، مما شتت جهوده العسكرية وقلل التركيز على إيران.
✅ 2. تعطيل سلاسل الإمداد والتأمين: ارتفعت تكاليف التأمين البحري في الممر بنسبة 32٪، وتأخرت 17 سفينة تزويد عسكري بين 36 و72 ساعة.
✅ 3. إعادة تعريف جغرافيا المقاومة: اليمن لم تعد مجرد «جبهة جنوبية متضامنة»، بل شريك فعلي في معادلة الردع البحري، بمكانة متساوية مع طهران وبغداد وبيروت.
✅ 4. إعلان انهيار الهيمنة البحرية الأمريكية: اضطرت واشنطن إلى إصدار أوامر لنقل قواتها البحرية من البحر الأحمر إلى خليج عدن، ما يشير مباشرة إلى فشلها في تأمين المضيق.
رابعًا: رؤية مستقبلية للحرب
أكدت الأحداث أن اليمن:
- قادرة على التحكم بأهم الممرات البحرية الحيوية.
- تتمتع بمهارة في التصعيد البحري التدريجي دون الانزلاق إلى مواجهة كاملة.
- يمكنها أن تكون «حاجزًا بحريًا» لأي اعتداء على دول محور المقاومة.
هنا يبرز سيناريو استراتيجي وحيوي: في أي مواجهة شاملة مستقبلية، ستكون اليمن هي من تغلق «أبواب البحر» أمام العدو، بينما تقاتل الجبهات الأخرى في البر والجو.
اليمن في الحرب التي استمرت 12 يومًا لم تكن مجرد داعم رمزي لإيران، بل طرف مؤثر على مجريات الهجوم بأكمله. عندما تحركت الضربات العدوانية نحو طهران، تحركت أمواج البحر نحو القرار السيادي اليمني… وعندما دوت الانفجارات في أصفهان، صمتت السفن في باب المندب.
اليمن لم تطلق آلاف الصواريخ، لكنها عطلت أنفاس العدو في البحر وأجبرته على إعادة النظر في كل خطط الحرب.
لذلك، لا يمكن الحديث عن «جبهة إيران» دون الاعتراف بوجود جبهة بحرية قوية من صنعاء، التي تحمل المفاتيح… وتنتظر الأوامر.
اليمن… سيد الممرات البحرية
دور اليمن في الممرات البحرية الأخرى: توسيع نطاق الردع ضد نظام الهيمنة
صنعاء: من باب المندب إلى قلب الصراع البحري العالمي
خلال الحرب الصهيونية-الأمريكية ضد إيران التي استمرت 12 يومًا، لم يقتصر دور اليمن على مضيق باب المندب، بل امتد تأثيره إلى ممرات بحرية أخرى في المنطقة، مثل خليج عدن، جنوب البحر الأحمر، وحتى المناطق القريبة من مضيق هرمز.
أظهرت اليمن بقيادة أنصار الله أن قدراتها البحرية ليست محصورة بجغرافيا محددة، بل قادرة على التأثير في شبكة من الممرات البحرية الحيوية، التي تشكل العمود الفقري للإمدادات اللوجستية للتحالف الغربي والكيان الصهيوني.
من خلال استراتيجية الردع البحري المتكاملة، استطاعت صنعاء إعادة تعريف دورها كقوة بحرية إقليمية، تضع الممرات البحرية تحت مراقبة المقاومة وتربك حسابات العدو.
هذا الدور لم يكن رد فعل للهجوم، بل نتاج تخطيط استراتيجي طويل الأمد استغل الموقع الجغرافي الفريد لليمن، وقدراته العسكرية المتنامية، وإرادته العقائدية لدعم محور المقاومة.
أولًا: الخلفية الاستراتيجية للممرات البحرية الأخرى
الممرات البحرية الإقليمية، مثل خليج عدن، جنوب البحر الأحمر، والمناطق القريبة من مضيق هرمز، تشكل حلقات مترابطة في سلسلة الإمدادات العالمية. هذه الممرات ليست مجرد قنوات لنقل النفط والبضائع، بل شرايين حيوية للعمليات العسكرية الغربية، لأن:
- خليج عدن: نقطة التقاء البحر الأحمر بالمحيط الهندي، والممر الرئيسي لقواعد أمريكية في جيبوتي والبحرين.
- جنوب البحر الأحمر: منطقة انتقالية تربط باب المندب بقناة السويس، وتستخدم لنقل الإمدادات العسكرية والتجارية.
- المناطق القريبة من مضيق هرمز: بوابة الخليج، تمر عبرها 20٪ من إمدادات النفط العالمية، وهي هدف استراتيجي للتحالف الغربي.
فهمت اليمن أهمية هذه الممرات ووسعت نطاق عملياتها البحرية لتشملها، مستفيدة من موقعها الجغرافي المتميز وقدراتها العسكرية المتقدمة، لتصبح لاعبًا رئيسيًا في معادلة الردع البحري.
ثانيًا: التسلسل الزمني لإجراءات اليمن في الممرات البحرية الأخرى
◾ اليوم الأول: إعلان جبهة بحرية واسعة
الحدث: بدء الهجمات الجوية الصهيونية-الأمريكية على إيران، مع تحركات بحرية واسعة في خليج عدن لدعم العمليات العسكرية.
رد اليمن:
- إصدار بيان من المجلس السياسي الأعلى في صنعاء يؤكد: «أي تحرك بحري عدائي في خليج عدن أو البحر الأحمر سيواجه برد قاسٍ».
- نشر وحدات بحرية مزودة بزوارق سريعة وصواريخ مضادة للسفن بالقرب من ميناء عدن.
- إرسال تحذيرات إلكترونية عبر القنوات الملاحية الدولية، تطلب من السفن المرتبطة بالتحالف الغربي الابتعاد عن المنطقة.
- بث تقارير من قناة المسيرة تظهر الاستعدادات البحرية في سواحل الحديدة وعدن، مع تصريحات القادة العسكريين: «خليج عدن لن يكون ممر أمان للعدو».
التأثير: خلق حالة من القلق بين شركات الشحن العالمية، مع بدء إعادة النظر في مسارات الملاحة في خليج عدن، وارتفاع أولي بنسبة 8٪ في أسعار التأمين البحري في المنطقة.
◾ الأيام الثاني إلى الرابع: فرض قيود بحرية في خليج عدن
الحدث: تعزيز التواجد البحري الأمريكي والبريطاني في خليج عدن، مع دخول مدمرة بريطانية وثلاث سفن دعم لوجستي إلى المنطقة.