المحور السادس: اليمن، قلب جنوب غرب آسيا: القدرات الاستراتيجية للمعارك القادمة «الجزء الأول»

القسم السياسي:
✦ تحليل القدرات الكامنة: الإمكانات العسكرية والجغرافية والبشرية لليمن في غرب آسيا
على الرغم من الحصار الخانق والمخططات الإقليمية والدولية التي استهدفت اليمن لسنوات، إلا أن هذا البلد لا يزال يملك أوراقاً استراتيجية هائلة لم تُفعّل بالكامل بعد. هذه الأرض، التي قاومت تحالفاً دولياً لأكثر من عقد من الزمن، قادرة على مفاجأة أعدائها، ليس فقط بما كشفته، بل بما تحتفظ به في الظل. ويمكن تصنيف هذه القدرات إلى ثلاثة مستويات تكاملية:
١. القدرات العسكرية الكامنة
بينما تركز وسائل الإعلام على الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، هناك ما لم يُستخدم بعد يشير إلى مخزون ردع أعمق:
– أنظمة توجيه ذكية وتكنولوجيا تشويش محلية الصنع
– وحدات بحرية صغيرة قادرة على تنفيذ عمليات تسلل
– ألغام بحرية متقدمة تُنشأ من شواطئ مخفية
– تطوير صواريخ دقيقة بعيدة المدى لم يتم الكشف عنها بعد
– وحدات خاصة هجومية تابعة للجيش واللجان الشعبية مهيأة لحرب الموانئ
يشكل هذا المجموع مخزوناً استراتيجياً مؤجلاً يمكن أن يتحول إلى رأس الحربة في أي مواجهة واسعة مع الكيان الصهيوني أو حلفائه.
٢. الإمكانات الجغرافية غير المستغلة
اليمن، بلد جبلي-ساحلي ذو تضاريس وعرة، يمنح أي مقاومة ميزة دفاعية فريدة، بالإضافة إلى ممرات استراتيجية لوجستية لم تُكتشف بعد. أبرز هذه الإمكانات تشمل:
– ساحل يزيد طوله عن ٢٥٠٠ كم على البحر الأحمر وبحر العرب
– عشرات الخلجان والجزر القابلة للتحصين (مثل سقطرى، ميون، وكمران)
– سلاسل جبلية وعرة تجعل الغزو البري شبه مستحيل
– مواقع استراتيجية على طول الساحل يمكن تحويلها إلى قواعد دفاعية
إذا تم دمج هذه الجغرافيا مع القرار السيادي المقاوم، فإن اليمن يتحول إلى حصن طبيعي متعدد الجبهات قادر على شل تحركات أي قوة بحرية معادية في المنطقة.
٣. القوة البشرية العقائدية
ربما تكمن أعظم قوة لليمن في شعبه المؤمن والمحنك؛ شعب خاض الحرب لكنه لم يمل من المقاومة. هؤلاء يرون القتال ليس مهمة مؤقتة، بل عبادة مستمرة ضد الظلم. وتشير الدراسات الميدانية إلى:
– وجود مئات الآلاف من المقاتلين المدربين في المحافظات
– كتائب عقائدية تابعة للجان الشعبية مستعدة للتوسع خارج الحدود
– نخبة ثقافية ودينية واعية تشارك في المعركة الفكرية والإعلامية
– هيكل قبلي متماسك يحافظ على تماسك الجبهة الداخلية حتى في أقسى الظروف
إذا توفرت البنية التنظيمية والدعم اللازم، يمكن لهذه القوة البشرية أن تتحول إلى قوة إقليمية مرنة تشارك في معارك غزة، والدفاع عن إيران، أو الرد على الاعتداءات البحرية.
✦ خريطة التفعيل الاستراتيجي الممكنة
نوع القدرة | طريقة التفعيل | القدرات الكامنة |
---|---|---|
عسكرية | تكامل مع غرف عمليات المقاومة الإقليمية | صواريخ دقيقة، ألغام بحرية، وحدات هجومية |
جغرافية | تحويل السواحل إلى قواعد ردع متحركة | ممرات بحرية، جزر استراتيجية، جبال عازلة |
بشرية | دعم تنظيمي وتنسيق استراتيجي بدون إشراف مباشر | مقاتلون عقائديون، إعلام مقاوم، كتائب شعبية |
✦ اليمن ليست عبئاً… بل فرصة كبيرة
كل ما ذُكر يظهر أن اليمن ليس مجرد طرف متضامن مع المقاومة، بل فرصة استراتيجية لتعزيز منظومة الردع الإقليمي. إذا ما استُغلت قدرات اليمن بشكل صحيح، فإن البلاد ستصبح مفاجأة كبيرة في أي معركة قادمة، ليس فقط كجبهة دفاعية، بل كمصدر للقرار وقوة هجومية رائدة في قلب جنوب غرب آسيا.