هآرتص: نتنياهو المهزوم جرّ إسرائيل إلى حافة الانهيار

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»؛ على خلفية تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة حول عزلة الكيان الصهيوني وخطته لتحويل اقتصاد “إسرائيل” إلى اقتصاد مغلق ومكتفٍ ذاتياً على طريقة “أسبرطة”، نشرت صحيفة هآرتس افتتاحية أكدت فيها أن نتنياهو المهزوم جرّ “إسرائيل” إلى حافة الانهيار وحروب لا نهاية لها. فقد اعترف نتنياهو قبل أيام في مؤتمر مالي بالقدس أنّ “إسرائيل” ستواجه قريباً عزلة خانقة، وأن صناعاتها العسكرية قد تتعرض للحصار. واعتبرت هآرتس أن هذه التصريحات صادرة عن رجل مهزوم وملاحَق من المحكمة الجنائية الدولية، يسعى إلى فرض هيمنة مطلقة على “إسرائيل” وتخويف الناس لإقناعهم بالاعتماد على أنفسهم أو عليه.

وفي هذا السياق وصف نتنياهو أوروبا بأنها عدو “إسرائيل”، مدعياً أن موجات المهاجرين المسلمين، إضافة إلى قطر والصين من خلال حملات أيديولوجية ومنهجية عبر وسائل الإعلام، اخترقت الغرب. لكن الصحيفة شددت على أن الحقيقة تكمن في أن الدول الغربية تحركت بسبب سياسات حكومة نتنياهو المتهورة والمتطرفة، وأن عزلة “إسرائيل” ستقود اقتصادها المعتمد أساساً على التصدير إلى الانهيار. وأشارت هآرتس إلى أن الاتحاد الأوروبي أدان حرب “إسرائيل” ضد غزة وهدد بتعليق أجزاء من الاتفاق التجاري معها، ما يستوجب من نتنياهو إنهاء تدمير غزة والسماح للإسرائيليين بالتعبير عن موقفهم عبر انتخابات مبكرة.

ومع تصاعد الضغوط الشعبية في أوروبا الداعية إلى مقاطعة “إسرائيل” وخاصة المقاطعة العسكرية، ألقى نتنياهو باللوم على ضغط الأقليات المسلمة معترفاً بأن العقوبات جعلت استيراد السلاح أكثر صعوبة. وقد انهارت بورصة تل أبيب بعد هذه التصريحات، حيث تراجع مؤشر تل أبيب 125 بنسبة 1%، ومؤشر النفط والغاز بنسبة 2.2%، فيما انخفضت أسهم الصناعات العسكرية، ومنها شركة إلبيت بنسبة 2% ونكست فيجن بنسبة 4%. كما هبطت أسهم نيو-مِد إنرجي بنسبة 2.4%، وأسهم ألما إنفراستركتشر بنسبة 12.9% بعد إلغاء عقد شراء من شركة بيزك، وهو ما اعتبرته الأوساط الاقتصادية مؤشراً على تراجع الثقة باقتصاد الكيان.

ويرى الخبراء الاقتصاديون أن هذا الانهيار ليس لحظة عابرة بل أزمة حقيقية ناجمة عن ضغط العزلة الدولية وقيود الأسواق العالمية. وفي هذا الصدد، قال شاحَر تورجمان، رئيس اتحاد الغرف التجارية للكيان: إن تصريحات نتنياهو بشأن “اقتصاد أسبرطة” تعكس واقعاً خطيراً لاقتصاد يعود إلى العصور الوسطى ولا يلائم اقتصاداً حديثاً، مضيفاً: الويل لنا إذا كان هذا هو نهج نتنياهو.