مناورة زاباد-2025

سيد حميد رضا قريشي، رئيس تحرير مجلة گنجينة سما الشهرية والمراسل الموفد من صوت سما إلى منطقة إجراء مناورة زاباد 2025:
تسعى الدول إلى تعزيز أمنها والحفاظ على هيبتها في الساحة الدولية من خلال تبادل الشرعية عبر الانضمام إلى معاهدات مختلفة ذات أهداف عسكرية أو اقتصادية وغيرها. وتُعد هذه الأنشطة من مجالات الدبلوماسية، مثل الدبلوماسية العامة والدبلوماسية الدفاعية، التي تشمل الحوارات الأمنية والاستراتيجية رفيعة المستوى، التبادلات التعليمية والمهنية العسكرية، استيراد وتصدير الأسلحة والمعدات، وإجراء المناورات والتمارين العسكرية المشتركة.
تُعتبر روسيا الاتحادية من أبرز الدول الفاعلة في هذا المجال، حيث تسعى بمختلف الوسائل إلى ترسيخ مكانتها السابقة كوريثة للاتحاد السوفييتي. وبعد انهيار الاتحاد، واصل الغرب تفرده حتى تمكنت روسيا، بعد فترة قصيرة مليئة بالتقلبات، من استعادة قدراتها ومواجهة الهيمنة الغربية، وخاصة الولايات المتحدة. كما استطاعت عبر دعمها لبلدان الجنوب وجبهة المقاومة، خصوصاً في سوريا، أن تقدم صورة إيجابية عنها، مما حفز دولاً أخرى على التعاون معها في أهداف مشتركة.
جاءت مناورة زاباد 2025، بمشاركة إيران وروسيا وبيلاروس وبنغلادش والهند وطاجيكستان كقوات عاملة، وبمشاركة مالي وبوركينا فاسو والكونغو وماليزيا كمراقبين، لتشكل رسالة قوة موجهة للغرب، وهو ما يتضح من تسميتها بـ”زاباد” أي الغرب باللغة الروسية. وقد أبرزت روسيا في هذه المناورة جاهزيتها الكاملة عبر استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية، والروبوتات، وأنظمة الدفاع الجوي الحديثة إلى جانب أسلحتها التقليدية المطوّرة، مثل المدفعية المضادة للطائرات عيار 23 ملم. كل ذلك عكس إصرار موسكو على مواجهة جموح الغرب واستعدادها لخوض حرب طويلة وشاملة إذا اقتضى الأمر.
تم تصميم خطة المناورة استناداً إلى تجارب الحرب الأوكرانية، حيث مثّلت القوات المعادية ما سمي بـ”الجمهورية القطبية”، بينما قامت القوات الإيرانية بدور “الإمارة”، والقوات الروسية والبيلاروسية بدور “القوات الشرقية”. شملت المراحل الدفاع ضد هجمات العدو أولاً، ثم الهجوم باستخدام وحدات المدفعية والهندسة والقوات متعددة الجنسيات. كما نُفذت عمليات إنزال جوي بواسطة مروحيتين تحملان قوات مختلطة بالدراجات النارية، إضافة إلى قوة مدرعة مؤلفة من ست دبابات T-72 BM-B3، تمكنت من تحرير مدينة افتراضية مصممة على شكل ماكيت.
استمرت المناورة 12 يوماً، واختتمت يوم الثلاثاء 16/09/2025، حيث تم استعراض جميع القدرات العسكرية بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.