مقالات الرأي

تقرير تحليلي: الضربات البحرية والاستراتيجية لليمن ضدّ الكيان الصهيوني «الجزء الأول»

✍️ القسم السياسي:

 

من حصار باب المندب إلى مطار بن غوريون: نهاية حلم «الأمن البحري» لتل أبيب

✦ خلال المعركة التي دامت 12 يومًا بين إيران ومحور الاستكبار، شاركت أنصار الله في اليمن بحضور فعال ومستقل ووجّهت ضربات متراكمة وفعّالة إلى البنى التحتية الاقتصادية والنفسية للكيان الصهيوني. لم تكن هذه المشاركة رمزية فحسب، بل تجلّت على مستويات استراتيجية بحرية ونفسية ولوجستية واستخبارية، وكشفت عن ثغرات أمنية هيكلية لدى الكيان.

✦ 1. الحصار البحري وتأثيره على سلاسل التوريد للكيان

📍 جغرافية الحصار: منذ ۲۲ آذرماه ۱۴۰۲، شرعت قوات أنصار الله في السيطرة واعتراض السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني وحلفائه في البحر الأحمر وباب المندب.

📌 النتائج:

▪️ إيقاف أو تحويل مسار أكثر من 300 سفينة بضائع كبيرة
▪️ زيادة زمن نقل البضائع من آسيا إلى موانئ فلسطين المحتلة من 10 إلى 24 يومًا
▪️ ارتفاع تكاليف تأمين السفن المارة إلى حيفا بنسبة 300%
▪️ انسحاب شركات كبرى (مثل Maersk، MSC، Hapag‑Lloyd) من ممر قناة السويس
▪️ إضرار بواردات الوقود والمعدات الصناعية وصادرات الفوسفات والأمونيا لدى الكيان

📉 ووفقًا لتقرير بلومبرغ، تكبّد اقتصاد الكيان الصهيوني خسائر مباشرة لا تقل عن 2.5 مليار دولار في الربع الأول من الحصار اليمني.

✦ 2. هجمات يمنية صاروخية: مطار بن غوريون وما بعده

📍 الأهداف المعلنة والمحتملة:
– مهاجمة محطة الشحن في مطار اللد – بن غوريون
– استهداف منظومات الدفاع الساحلية في ميناء أسدود
– تهديد ناقلات النفط المتجهة إلى حيفا وأشكلون

📌 آثار الهجمات الصاروخية:

▪️ تعرّض الرحلات الدولية والمحلية في مطار اللد – بن غوريون لاضطراب
▪️ تراجع قيمة أسهم شركة المطار «IAA» في بورصة تل أبيب
▪️ انخفاض بنسبة 42% في أعداد السياح الأجانب خلال الربيع
▪️ ارتفاع تكلفة العبور الجوي حتى سبعة أضعاف
▪️ مخاوف من قدرة اليمن على الوصول إلى منصات الغاز «لوفياثان» في شرق البحر المتوسط

📢 ردّ العدو: في بيان غير مسبوق، اعترفت قوات الكيان بأن «اليمن أصبح جزءًا فاعلًا وغير منظورٍ من تهديدات متعددة الجبهات لا نتحكم بها مباشرة».

✦ 3. الأثر النفسي والاستراتيجي على حلفاء الكيان

▪️ اضطُرّت الإمارات والسعودية إلى تحويل مسارات سفنها وامتنعتا عن تقديم خدمات لوجستية لموانئ الكيان المحتل.
▪️ أرسلت الولايات المتحدة حاملات وسفن إضافية إلى البحر الأحمر وتوقّف عمليًا مشروع «المحور العبرـهنديـأوروبي».
▪️ ابتعدت أوروبا عن التجارة البحرية المباشرة مع الموانئ المحتلة فَعُوّضت بالطرق البرية عبر الأردن التي تكبدت تكاليف أعلى.

✦ 4. عنوان المستقبل: اليمن، شريك استراتيجي جديد للمقاومة البحرية

تتوطّن اليمن اليوم كنقطة ارتكاز للمقاومة في جنوب غرب آسيا، وتعمل على ترسيخ مكانتها كشريك مستقل ومرن ومنخفض التكلفة لمحور المقاومة، وتمتاز بذلك بـ:

🌀 جغرافيا تربط ثلاث قارات
🛠️ اكتفاء تسليحي لنطاقات متوسطة وبعيدة المدى
🗣️ خطاب سياسي متوافق مع إيران وفلسطين
🔗 قدرة على تشكيل تحالفات بحرية على امتداد المحيط الهندي والخليج

🔴 في المستقبل القريب قد تصبح صنعاء قادرة على:
– أن تتحول إلى ميناء دعم عسكري للمقاومة
– أن تكون ملاذًا بحريًا لسفن إيران وروسيا وربما الصين
– أن تصبح مركز تنسيق للعمليات المضادة للتجسس في جنوب المنطقة
– أن تتصدّر أي صراع مستقبلي مع الكيان الصهيوني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى