أخبار العالم

احتجاز أسطول «الصمود العالمي» من قبل إسرائيل؛ موجة غضب في أوروبا وإدانات دولية

أكبر أسطول بحري أوروبي لدعم غزة تم اعتراضه على بُعد 75 ميلاً من الساحل قبل وصوله إلى شواطئ القطاع من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ في خطوة واجهت موجة من الإدانات الدولية والاحتجاجات الواسعة في أوروبا.

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»؛ احتجزت البحرية الإسرائيلية عدة سفن تابعة لأسطول الإغاثة «صمود العالمي» في مياهٍ دولية، ما أثار ردود فعل دولية حادة وموجة واسعة من الاحتجاجات في أوروبا. بدأت عمليات الاحتجاز في مساء يوم ۹ مهر واستمرت حتى فجر اليوم التالي. هذا الأسطول، المتجه لكسر حصار غزة وتقديم مساعدات غذائية ودوائية، ضمّ أكثر من ٥٠ زورقًا وحوالي ٥٠٠ ناشطٍ وسياسيٍّ ومتطوّعٍ من ٤٤ دولة، وكان من بين الركاب شخصياتٍ معروفة مثل غريتا تونبرغ، ماندلا ماندلا وآدا كولاو.

ووفقًا للتقارير، بدأت عملية الاعتراض حينما كانت عدّة سفن رئيسية تبعد نحو ٧٥ ميلاً عن غزة. اقتربت سفن حربية إسرائيلية من الأسطول بعد إطفاء أنظمة تحديد الهوية، وعرقلت اتصالات السفن، ثم شنت قوات خاصة هجمات على بعض السفن مستخدمةً دفّاعات مياه وموادًّا كيماوية مهيِّجة. تم اعتقال ما لا يقل عن ١٢ ناشطًا، من بينهم تونبرغ، ونُقلوا إلى ميناء أشدود، ووصف المنظمون ما جرى بأنه «اختطاف جماعي» و«قرصنة بحرية».

ادعت تل أبيب أن هذا الأسطول يحظى بدعم من حركة حماس وأنّ عملية الاحتجاز تهدف إلى منع دخول «مواد محظورة»، فيما اعتبرت منظمات حقوق الإنسان هذا الإجراء انتهاكًا واضحًا لقانون البحار ولتعليمات محكمة العدل الدولية بشأن إدخال المساعدات إلى غزة. تُعدّ هذه الحادثة ثالث حالة احتجاز تشنّها إسرائيل ضدّ قوافل مماثلة خلال العام الحالي.

الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش أدانوا الحادثة ودعوا إلى إجراء تحقيق فوري. ووصفت فرانتشيسكا ألبانزي، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، احتجاز الأسطول بأنه «انتهاك لاتفاقية حقوق البحار وجزء من عملية إبادة جماعية في غزة».

على الصعيد الأوروبي شهدت الأزمة ردودًا سياسية وشعبية واسعة؛ فقد استدعت إسبانيا القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية واعتبرت العملية خرقًا للقانون الدولي، وأعلنت نقابات عمالية في إيطاليا إضرابًا عامًا وأوقفت شحنات تصدير الأسلحة من بعض الموانئ، بينما نظّم حزب «فرنسا المتمردة» احتجاجات حاشدة في فرنسا واتهمت مجموعات مدنية في بريطانيا الحكومة بالصمت إزاء احتجاز مواطنين بريطانيين.

تجمّع آلاف المتظاهرين في بروكسل وبرلين وروما وبرشلونة وباريس وإسطنبول حاملين أعلام فلسطين ومطالبين بالإفراج الفوري عن المحتجزين ورفع الحصار عن غزة، كما شهدت إسطنبول وأنقرة مسيرات واعتصامات كبيرة أمام بعثات دبلوماسية، بما في ذلك احتجاج أمام سفارة الولايات المتحدة في أنقرة.

أصدر أسطول «صمود» بيانًا أفاد فيه بقطع الاتصالات مع عدّة سفن وأنّ متابعة أوضاع الركاب والطاقم ما تزال جارية؛ واعتبر الأسطول أنّ تصرّفات البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية «غير قانونية» وأنّها استهدفت مدنيين عُزّل. وأكدت إدارة الأسطول أنّ مركبًا واحدًا تعرّض لاصطدام متعمّد من قِبَل البحرية الإسرائيلية، وأنّ القوات استخدمت دفّاعات مياه عالية الضغط ضدّ عددٍ من السفن. رغم ذلك، أكّد بيان «صمود» عزمه الاستمرار في مساره وعدم التراجع حتى بلوغ هدفه في إيصال المعونات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى