الجزء الرابع: سليماني والمرجعية – رابط خاص مع النجف وقم وطهران (الجزء الخامس)

القسم السياسي:
راية القائد سليماني ستبقى مرفوعة في مقرّ الإعمار إلى الأبد
بعد استشهاد القائد قاسم سليماني، خيّم الحزن العميق على جميع أعضاء مقرّ إعادة إعمار العتبات، لكنهم ما زالوا مصممين على متابعة طريقه.
الراية التي رفعها لن تُنزل أبداً، وأعمال الإعمار مستمرة بكل جدية وإصرار.
رغم الصعوبات الاقتصادية، بلغت نسبة المشاركة الشعبية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام نحو ٦٥٪، وتشهد ارتفاعاً مستمراً.
الخطوة التالية: بناء مستشفى للزائرين في كربلاء
يسعى مقرّ إعادة إعمار العتبات المقدسة لتحقيق حلم طال انتظاره: بناء مستشفى خاص بالزائرين في كربلاء المقدسة.
مع الزيادة الكبيرة في أعداد الزائرين خلال الأربعين والمناسبات الدينية الأخرى، أصبح توفير خدمات طبية متطورة وميسّرة ضرورة ملحّة.
سيُقام هذا المستشفى بمشاركة الإيرانيين المقيمين في الخارج والمؤسسات الخيرية، ليقدّم خدمات تشمل الإسعاف والأقسام التخصصية والعناية المركزة للزائرين.
هذا المشروع يجسّد الرؤية الاستراتيجية للقائد سليماني في «صون صحة وكرامة الزائر»، ليمنح مشروع الإعمار بُعداً إنسانياً وكرامةً تتجاوز الخدمات الدينية البحتة.
رؤية المستقبل: إعادة إعمار سامراء وتطوير المدن الدينية
من المحاور الأساسية للمستقبل مدينة سامراء المقدسة، حيث لا يزال مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام يعاني من آثار الدمار والاعتداءات الإرهابية.
رغم الظروف الأمنية الخاصة، يعتزم المقرّ توسيع الصحون الحالية وتنظيم محيط الحرم وتأمين أماكن سكن للزائرين.
ويُعد هذا العمل مكمّلاً للجهود المبذولة في كربلاء والنجف. كما قال أحد أعضاء المقرّ:
لماذا الإعمار ليس مجرد مشروع عمراني؟
قد يظن البعض أن إعادة إعمار العتبات مجرد مشروع هندسي أو إنشائي، لكنها في الحقيقة حركة حضارية وثقافية.
من وجهة نظر الحاج قاسم سليماني، هذا العمل:
-
يحافظ على الهوية الشيعية والإسلامية في جغرافية العراق،
-
ويوفر فرص عمل مستدامة للسكان المحليين،
-
ويعزز التفاعل الثقافي العميق بين إيران والعراق،
-
والأهم من ذلك، يُفشل مشروع التكفيريين الذين سعوا لتدمير رموز الإيمان والمقاومة.
وكان يكرر قائلاً:
الحاج قاسم: مهندس الروح والعمران
في السنوات الأخيرة من حياته، لم يكن القائد سليماني مجرد قائد ميداني، بل أصبح مهندس جهادٍ عمراني جديد في قلب العالم الإسلامي.
بحنكة فائقة، جمع بين روحانية الزيارة وضرورة البناء، ورأى في الحرمات ليس فقط ملاذاً روحياً، بل قاعدةً للمقاومة والتعليم.
ولهذا، فإن كل حجر في العتبات اليوم يحمل رسالة صمودٍ وإيمانٍ وبصيرة نحو المستقبل.
قائد الولاية: العلاقة المتينة بين سليماني والقيادة
لم يكن القائد قاسم سليماني جندياً وفياً للولاية فحسب، بل كان جناحيها في القوة والإخلاص.
كان يؤمن بالإمام الخميني إيماناً راسخاً، يراه قمةً لا نظير لها في تاريخ الإسلام.
ومن خلال دراسته العميقة لآثار العلماء وتأمله في سيرة المراجع، خلص إلى أن أحداً لم يُحيِ الدين كما أحياه الإمام الخميني.
هذا الإيمان قاده إلى طاعة مطلقة لخط الإمام، لا كأحد المسارات، بل كـ الطريق الوحيد لخلاص البشرية.
بالنسبة له، لم تكن الولاية مفهوماً عقائدياً أو نظرياً فقط، بل كان يرى أن خير الأمة لا يتحقق إلا في ظلها.
وكان يقول إن العقل والمشورة، رغم ضرورتهما، لا يبلغان مستوى الحكمة الإلهية المتجلية في توجيهات القائد.
وفي مرة، ردّ على رئيس الوزراء التركي الذي وصفه بأنه يفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية قائلاً بسخرية ذات معنى:
هذه الثقة لم تكن تعصباً، بل ثمرة تجربة عميقة ومعرفة حقيقية.