مقالات الرأي

الجزء الرابع: سليماني والمرجعية – رابط خاص مع النجف وقم وطهران (الجزء السابع)

✍️ القسم السياسي:

 

مواجهة الفتنة والعملاء


على الرغم من أن الشهيد سليماني لم يكن متسامحًا مع العدو، إلا أنه في إدارة العراق الداخلي، كان دائمًا يفضل أسلوب الإقناع والإصلاح والضبط الناعم على المواجهة المباشرة. ومع ذلك، وقف بقوة أمام تلك الجماعات التي:

  • كانت تعمل تحت التوجيه المباشر لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والموساد،

  • كانت تسعى لتقسيم الجنوب أو التحريض ضد المرجعية الدينية،

  • أو كانت تطالب بحل الحشد الشعبي،

واستخدم الأدوات الاستخباراتية والسياسية لإحباط مخططاتهم. كان يؤمن أن أمن العراق يرتبط مباشرة بأمن إيران ومحور المقاومة بأكمله.

دور الشهيد سليماني في استقالة عبد المهدي


في النهاية، لم يشِر آية الله العظمى السيستاني في خطب الجمعة عبر ممثله مباشرةً إلى استقالة عادل عبد المهدي، لكن عبد المهدي فسّر هذه الخطب على أنها دعوة للاستقالة وأقدم بسرعة على التنحي. لم يقف حاج قاسم في طريق هذا، بل أدار بذكاء عملية انتقال السلطة بأقل قدر من التوتر مع الحفاظ على تماسك جبهة المقاومة في العراق. وعلى عكس تصورات الغرب، لم يكن يصر على استمرار شخص معين، بل كان همه الحفاظ على استقلال العراق ومنع عودة نفوذ السفارة الأمريكية.

سليماني، قائد وجندي المرجعية


إذا أردنا تصوير مكانة حاج قاسم سليماني في مواجهة الفتن الداخلية في العراق، فيجب القول إنه:

  • لم يكن مجرد قائد عسكري،

  • بل دبلوماسي يرتدي زي الجيش،

  • جندي متواضع أمام المرجعية،

  • ومنقذ العراق من حافة الفوضى.

أثبت أن المشاريع المعقدة للعدو يمكن إحباطها دون مواجهة عشوائية أو شعارات فارغة، بالاعتماد على العقلانية الدينية والفهم الاجتماعي. يظل دوره الفريد في تهدئة فتنة العراق عام 2019 محفورًا في ذاكرة النخبة والشعب، وستذكره التاريخ كأحد مهندسي أمن العراق.

روابطه مع العلماء


سلوك حاج قاسم مع العلماء أظهر شخصيته متعددة الأبعاد، حيث كانت الإيمان العميق، والتواضع، والالتزام العملي بالقيم الدينية مترابطة بشكل متناغم. هذا السلوك لم يُذكر فقط في المصادر الإيرانية والعربية، بل أشار إليه أيضًا المصادر الأجنبية كإحدى أبرز صفاته.

احترام المرجعية الدينية


كان حاج قاسم سليماني يعتقد اعتقادًا عميقًا بأن المراجع هم حماة الدين ومرشدو المجتمع المؤمن. وأكد عدة مرات أن المراجع محور وحدة الأمة الإسلامية وركائز الحفاظ على القيم الدينية. وفقًا لموقع “hawzahnews.com”، في إحدى لقاءاته مع آية الله السيستاني في النجف، دخل حاج قاسم بتواضع شديد وقدّم نفسه كجندي رغم مسؤولياته الثقيلة كقائد في قوة القدس. وقدم تقريرًا مفصلًا عن جبهات المقاومة وأكد على أهمية فتاوى المراجع في توجيه العمليات العسكرية. وأشاد السيستاني بدقة والتزام حاج قاسم بحماية المدنيين واحترام الشريعة.

التواضع تجاه العلماء والطلاب


كان أحد أبرز سمات حاج قاسم تواضعه أمام العلماء وحتى الطلاب الشباب. وفقًا لكتاب «سليماني العزيز» لعلي شيرازي، في إحدى زياراته إلى قم، استمع باحترام كامل إلى آية الله وحيد خراسانی، وعندما طلب منه شرح جبهات المقاومة، أجاب بتواضع: “أنا فقط أقوم بواجبي، دعاؤكم يا علماء دعمنا.”

هذا التواضع لم يقتصر على المراجع فقط، بل شمل الطلاب الصغار أيضًا. في رواية طالب شاب من حرم السيدة معصومة، وقف حاج قاسم احترامًا للطلاب وحيّاهم بحرارة قائلاً: “أنتم مستقبل الدين، لا تحرمونا دعاءكم.” وأكدت مصادر متعددة، بما فيها وكالة تسنيم، هذا السلوك كدليل على أدبه واحترامه لطبقة العلماء.

حتى المصادر الأجنبية ذكرت ذلك، فحسب شبكة الميادين، في لقاء مع علماء كربلاء، عندما وصفه أحد العلماء بـ “قائد الإسلام”، أجاب: “أنا جندي صغير للإسلام، وفخري أن أكون في خدمة العلماء ومذهب أهل البيت (ع).” هذا التواضع حافظ عليه رغم شهرته ونجاحاته العسكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى