سراب «النصر المطلق» لنتنياهو / قلق الصهاينة من ظهور «يحيى السنوار» آخر
ترى الأوساط الصهيونية أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي كان يمكن التوصل إليه منذ زمن، يُعد هزيمةً سياسيةً كبيرةً لنتنياهو وقد غيّر المشهد السياسي في إسرائيل.

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما»؛ شهد المشهد السياسي الإسرائيلي ردود فعل متباينة بعد إعلان دونالد ترامب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين حماس وإسرائيل؛ حيث انقسم جناح اليمين إلى مؤيدين ومعارضين، بينما أعربت المعارضة عن دعمها غير المشروط بسرعة.
رفض بعض السياسيين اليمينيين المتطرفين الاتفاق، معتبرين أنه نهاية لهيمنتهم الأيديولوجية، في حين اعتبرت معظم الأحزاب هذا لحظة تاريخية أعادت تشكيل الاتجاه السياسي لإسرائيل.
يرتبط الاتفاق ليس فقط بنهاية حرب غزة وعودة الرهائن الإسرائيليين، بل أيضاً بتغييرات واسعة في المشهد السياسي الإسرائيلي.
كان قادة إسرائيل يخططون سابقاً لتعويض هزيمة ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ من خلال إجراءات مثل ضم المزيد من الأراضي وتعزيز مشروع «إسرائيل الكبرى»، لكن وقف إطلاق النار أوقف هذه الخطط.
كان نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف، بمن فيهم بزاليل سموتريتش وإيتامار بن غفير وإسرائيل كاتس، يتبعون استراتيجية «الحرب الدائمة» التي جعلت وقف إطلاق النار يبدو مستحيلاً.
ومع ذلك، اضطر ترامب، رغم دعمه الكبير لليمين المتطرف، إلى الدفع نحو وقف إطلاق النار وأخبر نتنياهو صراحة أن إسرائيل لم تعد قادرة على مواجهة العالم.
قبل أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وخاصة من اليمين، الاتفاق جزئياً، لا سيما الجزء المتعلق بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، بينما أدت الانقسامات الداخلية في حزب الليكود إلى تأخير الموافقة.
هدد بعض الوزراء والأحزاب اليمينية المتطرفة، مثل حزب الصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت، بالخروج من الحكومة واعتبروا إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين «عاراً كبيراً».
رحبت المعارضة بقيادة يائير لابيد وبيني غانتس بالاتفاق كلحظة أمل لعودة الرهائن الإسرائيليين، كما أكد أفيغدور ليبرمان على عودة جميع المواطنين المخطوفين.
يبقى نتنياهو، على المستوى العميق، غير راضٍ، لأنه يعلم أن استمرار الاتفاق سيضعف الأسس الأيديولوجية لليمين المتطرف وأن الترويج لمزاياه سيكون ذا تأثير محدود.
يستشهد المحللون الإسرائيليون، بمن فيهم باروخ كارا ونداو إيال، بسببين رئيسيين لتغيير موقف نتنياهو: تهديد المحكمة الجنائية الدولية واحتمال إجراء انتخابات مبكرة، ما أدى إلى العزلة الدولية والضغط الداخلي.
في النهاية، على الرغم من المكاسب العسكرية لإسرائيل في غزة والضربات القوية لحماس، تحولت هذه الإنجازات إلى هزيمة سياسية كبرى، بينما حققت حماس انتصاراً سياسياً ودولياً كبيراً؛ ويحذر المحللون من أنه يجب محاسبة الحكومة على الأضرار وتأخيرات التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنشاء لجنة تحقيق رسمية.