الثورة الرقمية – الجزء الرابع

الوحدة الاقتصادية
الصعود في مسار التكنولوجيا
من خلال أتمتة الأعمال المتكررة والمستهلكة للوقت، يتيح الذكاء الاصطناعي لأصحاب الأعمال تخصيص وقتهم وطاقتهم المحدودة للتفاعلات الإنسانية المباشرة ذات القيمة العالية، التي تُسهم فعليًا في نمو الأعمال. الهدف ليس استبدال اللمسة الشخصية لصاحب العمل، بل توفير المجال والقدرة على تحقيق تأثير أكبر.
ولتعزيز هذه النجاحات السريعة والاستعداد للتحول الرقمي الأعمق، ينبغي على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) التركيز على الخطوات الثلاث التالية:
1. مراجعة التقنيات المستخدمة
قيّم جميع التطبيقات والبرامج الحالية. حدد أين تُحتجز البيانات في جزر معزولة، وأين تؤدي العمليات اليدوية المتكررة إلى بطء الأداء. تساعد هذه المراجعة على تحديد المجالات التي يمكن أن تُحدث فيها المنصات المتكاملة أكبر تأثير.
2. استخدام المنصات المتكاملة
ابحث عن منصات تربط الوظائف الأساسية للأعمال معًا. إن دمج المحاسبة والفواتير مع إدارة العملاء وأدوات التسويق يخلق نظامًا بيئيًا متكاملًا يشكّل الأساس لتبني قدرات أكثر تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
3. إعطاء الأولوية للتعلّم
شجّع الموظفين على التعرّف على أدوات الذكاء الاصطناعي وتجربتها. عزّز المهارات الأساسية لبناء الثقة وتسهيل تبنّي التكنولوجيا. وعلى نطاق أوسع، تؤكد غرف التجارة البريطانية (BCC) على أهمية الاستثمار في المهارات الرقمية كجزء من الجهود الشاملة لتعزيز الإنتاجية.
توصيات لصنّاع السياسات
استنادًا إلى هذا التقرير وتقرير “الثورة الرقمية” الصادر عن غرفة التجارة البريطانية عام 2024، نقدم التوصيات التالية لصنّاع القرار:
1. كسر عزلة البيانات
تعمل معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال مجموعة متفرقة من التطبيقات المنفصلة، مما يحدّ من الكفاءة ويمنعها من الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي. يجب على الحكومة دعم إنشاء نظام بيئي مفتوح للبيانات يمكّن الشركات من التحكم في بياناتها ودمجها ونقلها بين المنصات. هذا من شأنه أن يمهّد الطريق لتطوير وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على تبسيط وتحسين الوظائف الأساسية للأعمال، من المبيعات والتسويق إلى التمويل والامتثال.
2. تعزيز المهارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي
ينبغي إدراج محو الأمية في الذكاء الاصطناعي ضمن التعليم الرسمي والتعليم المستمر مدى الحياة، مع دعم برامج موجهة لتطوير مهارات القوى العاملة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى والمهام الإدارية وإدارة البيانات. يسهم ذلك في تسريع تبنّي الذكاء الاصطناعي وتقليص فجوة الثقة الرقمية بين الشركات الصغيرة والمتوسطة.
3. جعل الذكاء الاصطناعي محرّكًا للنمو
يجب أن تتحول السياسات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي من التركيز الضيق على خفض التكاليف وتحسين الكفاءة إلى تعزيز الإنتاجية والنمو. وينبغي دعم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل تفاعل العملاء، وتوسيع الأسواق، وتطوير الصادرات، لخلق فرص جديدة للنمو والتوسع.
4. إطلاق برنامج توعوي لتبني الذكاء الاصطناعي في الشركات الصغيرة والمتوسطة
استنادًا إلى التقرير النهائي لفريق عمل التحول الرقمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يجب على الحكومة إطلاق حملة وطنية لرفع الوعي بالفوائد العملية للذكاء الاصطناعي لهذه الشركات، مع مراعاة احتياجاتها الإقليمية والقطاعية.
5. تعيين “مدافع عن الذكاء الاصطناعي” للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
ينبغي تعيين خبير متخصص في مجال الأعمال والتحول الرقمي ليكون مدافعًا عن الذكاء الاصطناعي، يقود الجهود الرامية إلى تسريع تبنّي هذه التكنولوجيا في الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويمثل احتياجاتها، ويساعد في إزالة العقبات أمام استخدامها.




