أخبار العالم

مشروع “مسار ترامب” في القوقاز؛ ممر زنگه‌زور بعبوة أمريكية جديدة

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما» في الأيام الأخيرة، شهدت منطقة جنوب القوقاز تحرّكات دبلوماسية وإعلامية متسارعة، تمحور معظمها حول الكلمة المفتاحيّة المثيرة للجدل: «ممرّ زنغزور»؛ المشروع الذي عاد هذا المرّة بعبوة جديدة تحت اسم «مسار ترامب للسلام والازدهار الدولي» (TRIPP). وتشير المعطيات إلى أنّ الولايات المتحدة تسعى، عبر تغيير اسم المشروع، إلى متابعة أهدافها الهيمنية عند الحدود الشمالية لإيران وفي الفناء الخلفي لروسيا.

جورجيا… الحلقة الجديدة في سلسلة النفوذ الغربي

ووفقًا للتقارير الواردة، فقد استقبلت تبليسي في الآونة الأخيرة وفدين مهمّين: فاهاغن خاتشاتوريان رئيس أرمينيا، ووفدًا من وزارة الخارجية الأمريكية برئاسة جوناثان أسكوناس. وقد تمحورت المباحثات في العاصمة الجورجية حول تداعيات فتح ممرّ زنغزور ومشروع مسار ترامب TRIPP على معادلات المنطقة.

وتأتي هذه التحرّكات رغم تأكيد إيران المتكرّر رفضها أيّ تغيير جيوسياسي من شأنه قطع اتصالها مع أرمينيا. إلا أنّ واشنطن تبدو عازمة على ضمّ تبليسي إلى مشروعها لاستكمال حلقة التطويق الجيوسياسي في القوقاز.

آراء الخبراء الجورجيين… ترحيب مشوب بالقلق

تناولت وسائل الإعلام الإقليمية مواقف عدد من المحلّلين الجورجيين. فقد صرّح تورنيكه شالاشنيدزه، عميد كلية العلاقات الدولية في معهد الشؤون العامة، بأنّ تبليسي تؤيّد تمامًا تشغيل ممرّ زنغزور ومسار ترامب.

وكشف، استنادًا إلى تصريحات رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، عن طرح ينطوي على طابع استعماري واضح:
«سيتم إنشاء شركة مشتركة تُدار من مجلس إدارة يضمّ ممثلين من أرمينيا والولايات المتحدة، ويمكن لجورجيا الانضمام إليها كضامن أمني؛ وهو أمر يلقى ترحيبًا من واشنطن».

وهذا يكشف بوضوح أنّ الهدف النهائي يتمثّل في وضع شرايين المنطقة الاستراتيجية تحت إدارة لاعبين غير إقليميين.

الإقرار بالمخاطر الأمنية ورفض القوى الإقليمية

من جانبه، أقرّ الخبير في الشؤون الدولية غيورغي غوغوا، رغم محاولته إبراز الممرّ كضامن للسلام، بجملة من الحقائق:

  • روسيا وإيران تعتبران ممرّ زنغزور تهديدًا جيوإستراتيجيًا.

  • احتمال اضطرابات داخلية في أرمينيا على يد القوى المناهضة للحكومة.

  • مخاوف داخل المجتمع الجورجي من تراجع الدور الترانزيتي لبلادهم وفقدان موقعها الحيوي.

وأوضح أنّ زيارة المسؤول الأمريكي إلى تبليسي تهدف إلى طمأنة جورجيا وفتح صفحة جديدة مع واشنطن لتخفيف مخاوفها من تراجع حجم الترانزيت عبر أراضيها.

صراع الممرّات… واقع اقتصادي أم سراب سياسي؟

وأوضح زال كاسرليشفيلي، رئيس اتحاد شعوب القوقاز، أن اسم مسار ترامب (TRIPP) يمنح المشروع طابعًا دعائيًا غربيًا، لكنه لا يعني إلغاء مسار باكو – تبليسي – قارص.

ورأى أنّ ممرّ زنغزور سيخلق منافسة، لكن جورجيا قادرة على الحفاظ على موقعها إذا حسّنت خدماتها ورسومها، نظرًا لامتلاكها ميزة الوصول المباشر إلى موانئ أوروبا عبر البحر الأسود.

كما أشار إلى نقطة مهمّة تمثّل إنذارًا للمشاريع الطورانية:
«مرور البضائع الصينية عبر زنغزور يقوّي خصم الصين (تركيا). لذا من الأنسب لبكين الاعتماد على مسار جورجيا. ممرّ زنغزور جذاب لدول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، لكن مسار باكو–تبليسي–قارص يظلّ محوريًا للعديد من القوى الأخرى».

قراءة استراتيجية

تشير مجمل التطورات إلى أنّ مشروع مسار ترامب TRIPP ليس سوى محاولة أمريكية لإحياء مشروع الناتو الفاشل في القوقاز، عبر:

  • إقصاء إيران وروسيا من معادلات النقل.

  • إعادة صياغة الهيمنة على أرمينيا عبر شركات مشتركة تنتهك السيادة الوطنية.

  • إضعاف آليات التعاون الإقليمي مثل صيغة 3+3 عبر خلق تنافسات داخلية.

المصدر: تسنیم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى