إعادة قراءة مفهوم السيادة الوطنية في خطاب القائد الثوري الأخير

نقلاً عن الموقع الإخباري «صداى سما» في خطاب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الأخير، أعيد النظر في مفهوم القوة الوطنية في عصر الفوضى والانهيار العالمي، حيث تم تحديد البسيج كأساس هذه القوة. فالبسيج ليس مجرد مؤسسة احتفالية أو دفاعية، بل هو قوة اجتماعية متجذرة في الإيمان والحماس والعدالة والمسؤولية التاريخية، تستمر عبر الأجيال، وتشكل البنية الروحية للأمن الوطني في ظل التحولات الجيوسياسية في غرب آسيا.
أكد المرشد على الطابع الشعبي للبسيج. وعلى عكس الأمثلة التاريخية في دول أخرى، فإن البسيج في إيران اليوم طوعي وقيمي ومنبثق من الداخل، ويشمل كل الأفراد الفاعلين والمسؤولين في مجالات العلم والصناعة والثقافة والطب والإعلام، ليشكل شبكة متعددة الطبقات من التضامن والدفاع والهوية، وتمتاز بقدرة عالية على الصمود الاجتماعي.
تجلت هذه الشبكة لأول مرة في حرب الأيام الاثني عشر، مما يوضح أن الخط الفاصل بين الجهاد العسكري والجهاد العلمي قد أزيل عمليًا في إيران. شهادات العلماء، وإسهامات المهندسين، والدور الفعّال للشباب في إدارة السرديات، تبرز نموذج “البسيج العلمي”.
وأشار المرشد إلى هزيمة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في هذه الحرب، موضحًا تغيير ميزان القوى، وفشل العدو في تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية. وقد قامت هذه النصر على رأس المال الاجتماعي المؤمن والوحدة الوطنية، محولةً إيران من لاعب سلبي إلى فاعل نشط ومصمم للنظام الدولي.
كما كان تحليل دور أمريكا الحالي في الشؤون العالمية محورًا رئيسيًا. فقد وصف المرشد أمريكا بأنها “أكثر الفاعلين الدوليين مكروهًا” ونتنياهو بأنه “أكثر رجل مكروه في العالم”، بما يعكس تراجع شعبية أمريكا في أوروبا وأمريكا اللاتينية وغرب آسيا، وسوء تقديراتها الاستراتيجية في أوكرانيا، وفشلها في غزة ولبنان وسوريا.
في النهاية، يبرز الخطاب أن القوة الوطنية في إيران تجمع بين القوة المادية ورأس المال الاجتماعي والروحي. فالاعتماد فقط على الأدوات العسكرية أو الاقتصادية، دون شبكة من المجتمع المؤمن والمشارك، لا يمكن أن يضمن نفوذ إيران عالميًا. واستمرار القوة الوطنية من خلال البسيج والمشاركة الشاملة للمجتمع يحدد مسار مستقبل إيران داخل النظام الدولي.
المصدر: تسنیم




