الاستراتيجية العالمية للصحة للأعوام 2025–2028 (الجزء الثامن)

منظمة الصحة العالمية متحوّلة وجاهزة للمستقبل
على مدى السنوات الست الماضية، شهدت منظمة الصحة العالمية تحولاً جوهرياً لضمان جاهزيتها التامة للاضطلاع بدورها المركزي في منظومة الصحة العالمية وفي عالم سريع التغيّر.
أُطلِق برنامج التحوّل في منظمة الصحة العالمية في يوليو 2017، وهو البرنامج الأكثر طموحاً وشمولية في تاريخ المنظمة، ويضم أكثر من 40 مبادرة نُفِّذت ضمن سبعة مسارات عمل رئيسية، من أجل بناء «منظمة صحة عالمية حديثة تعمل بسلاسة لإحداث فارق قابل للقياس في صحة السكان على المستوى الوطني».
وتقوم أجندة التحول على ثلاثة أهداف محورية:
الهدف الأول هو ضمان أن تكون المنظمة مركّزة ومنسّقة بالكامل لإحداث تأثير فعلي على المستوى الوطني.
واستناداً إلى الاستراتيجية الجديدة والجريئة GPW 13، شمل ذلك إدخال ابتكارات مثل بطاقة قياس النتائج، ومنهجيات “التسليم من أجل الأثر”، ونهج جديد لقياس التأثير بهدف ترسيخ ثقافة النتائج القابلة للقياس وأساليب العمل المبنية على البيانات.
أمّا التغييرات في عمليات التخطيط والميزنة والتنفيذ، فقد سهّلت اتباع نهج متكامل عبر المستويات الثلاثة للمنظمة (على سبيل المثال: فرق تسليم المخرجات، شبكات الخبراء الفنيين)، وضمنت مواءمة القيادة والإنتاج التقني وبرامج الدعم القُطري مع الاحتياجات الوطنية والأولويات الاستراتيجية للمنظمة.
وتربط عمليات إدارة الأداء الآن بين العمل اليومي لقوة العمل وبين مهمة واستراتيجية المنظمة مباشرة.
الهدف الثاني تضمّن إدخال تغييرات تمكّن المنظمة وقوتها العاملة من إطلاق كامل إمكاناتها في تقديم المشورة والقيادة الموثوقة في قضايا الصحة الحيوية ضمن بيئة سريعة التغيّر.
أسهم إنشاء منصب كبير العلماء وقسم العلوم في تعزيز إدارة وتنسيق القدرات العلمية والبحثية الواسعة للمنظمة، والشراكات البحثية المستضافة، والبرامج الخاصة، وشبكات الخبراء ومراكز التعاون التابعة للمنظمة، بالإضافة إلى تعزيز تفاعلها مع الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
وقد عزز ذلك قدرة الأمانة العامة على توجيه أولويات البحث الصحي العالمي، وضمان تنفيذ عملها المعياري وفق أعلى معايير الأخلاق والجودة، ودعم البلدان في تعزيز قدراتها في مجال البحوث الصحية.
ومع القدرات الجديدة والمخصّصة في مجالي الابتكار والصحة الرقمية، باتت المنظمة أقدر على تقديم المشورة للدول الأعضاء والشركاء بشأن التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة.
كما تتيح القدرات الجديدة في البيانات والتحليلات و”التسليم من أجل الأثر” عبر المستويات الثلاثة للمنظمة تتبّع الاتجاهات الصحية وتحليلها والإبلاغ عنها بصورة أفضل، بما في ذلك من خلال مركز بيانات الصحة العالمية الجديد، فضلاً عن دعم البلدان في تحسين جودة البيانات وتوفرها وسرعتها وحوكمتها.
وتعزّزت كذلك القدرات في المجالات ذات الأولوية، مثل التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية (بما فيها مركز المعلومات الوبائية والجائحات التابع للمنظمة)، ومقاومة مضادات الميكروبات، والمساواة بين الجنسين والحقوق (بما في ذلك التنوع والإنصاف والشمول)، والرعاية الصحية الأولية، والسكان الأكثر صحة (مثل تغيّر المناخ والصحة، المحددات الاجتماعية للصحة، تعزيز الصحة)، والصحة النفسية، حيث ازدادت الحاجة إلى قيادة المنظمة وقدراتها المعيارية ودعمها القطري.
وقد أُعيد تصميم الهيكل التنظيمي والنموذج التشغيلي الثلاثي المستويات للمنظمة بشكل كبير لتسطيح الهياكل الهرمية، وكسر العزلة المؤسسية، وتحسين نطاقات الإشراف، وإتاحة أساليب عمل أكثر سلاسة ومرونة في جميع أنحاء المنظمة.
وتم تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح في كل مستوى من مستويات المنظمة، وتم مواءمة هياكل المقر والمكاتب الإقليمية حول أربعة أعمدة رئيسية (البرامج، والطوارئ، والعلاقات الخارجية، وعمليات الأعمال) لتعزيز التعاون.
كما يجري تنفيذ نموذج تشغيلي جديد للمنظمة على المستوى القطري لتعزيز القدرات الأساسية، بما في ذلك الانخراط مع فرق الأمم المتحدة القطرية.
وتجري رقمنة وتحسين العمليات التقنية والرائدة وعمليات الأعمال والعلاقات الخارجية وفق معايير “الأفضل في فئتها”.
وجميع هذه التغييرات تهدف إلى دعم التحوّلات في التفكير والسلوكيات وأساليب العمل، تماشياً مع القيم الأساسية لمنظمة الصحة العالمية.




